للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومثله قال الإمام الألوسي: وأكد أن الذي ظهر ليعقوب - عليه السلام - ملك من الملائكة (١) وقد ذكر العلامة الهندي ما يؤكد تعقيبه من أن الذي رآه سيدنا يعقوب ملكًا بما ورد في التوراة "في البطن قبض بعقب أخيه وبقوته جاهد مع الله جاهد مع الملاك وغلب بكى واسترحمه ... وهناك تكلم معنا" (٢).

[موقف القرآن الكريم من سيدنا يعقوب عليه السلام.]

إن ما نسبه العهد القديم لسيدنا يعقوب - عليه السلام - باطل وزور وبهتان باتفاق نقاد العهد القديم من علمائنا الأجلاء ويؤكد على حدوث التحريف والتبديل إذ كيف يتصور كتبة العهد القديم أن يحتال أحد من الناس ليحصل على النبوة في حين أنها شرف يؤتيه الله من يشاء من عباده ويؤيده بالمعجزات الشيخ تؤيد صدق دعواه و {اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ} (٣).

وكيف يتسنى لهم أن يتخيلوا ظهور الإله في صورة بشر ضعيف عاجز يصرعه يعقوب حاشا لله سبحانه وتعالي عما يقولون علوًا كبيرًا.

ولسيدنا يعقوب - عليه السلام - منزلة عالية في القرآن - منها حب الله له وتكريمه وابتلاؤه بفقد ولده وصبره عليه واستجابته لدعائه ورد بصره إليه وجمعه بيوسف - عليه السلام - مع بقية أولاده في مصر واتصال قلبه بالله وعدم اليأس من رحمته حين فقد ولده فقال تعالى: {وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} (٤) وكان صبورًا في فقده أخا يوسف الصغير فتجمل بالصبر فقال تعالى: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ} (٥) وغير ذلك من الآيات (٦).


(١) الجواب الفسيح: ١/ ١٧٥.
(٢) يوشع: (١٢/ ٣ - ٤) خطية إسرائيل.
(٣) سورة الأنعام جزء من الآية: (١٢٤).
(٤) سورة يوسف الآية: (٨٧).
(٥) سورة يوسف الآية: (١٨).
(٦) انظر: فلسطين في الميزان, ص ٤١.

<<  <   >  >>