للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبناءً على ما تقدم: فإن الجهل بتاريخ التدوين والاختلاف في زمن التأليف يجعل الباحث المسلم في يقين من أننا أمام كتاب مطعونٍ في صحة نسبته إلى صاحبه.

ثالثًا: إنجيل لوقا:

يقول الإمام أبو زهرة من خلال اطلاعه على كتب النصارى وتفسيرات الكتاب المقدس: (إن لوقا ولد بإنطاكية ودرس الطب ونجح في ممارسته ولم يكن من أصل يهودي ولقد رافق بولس في أسفاره وأعماله وجاء في رسائل بولس ما يشير إلى هذه الرفقة وتلك الملازمة: "ويسلم عليكم لوقا الطبيب الحبيب" (١)) (٢).

ويقول صاحب الفارق: (اختلفت النصرانية في لوقا اختلاقًا كليًا بحيث يمكننا أن نلحقه في الجهالة بمترجم إنجيل متى وكيفما كان فإنهم اتفقوا على أنه كان تلميذا لبولس العدو الألد للنصرانية وأنه لم ير المسيح أصلًا، وكان من أهل إنطاكية طبيبًا وقيل مصورًا (٣).

[الاختلافات في إنجيل لوقا]

يقول صاحب الفارق: (من نظر إلى اختلاف القوم في عنوان هذا الإنجيل يظهر له حاله ولنذكر من ذلك ثلاثة اختلافات:

الأول: عنوان النسخ السريانية: "باسم ربنا وإلهنا يسوع المسيح نكتب الإنجيل المقدس الذي هو بشارة لوقا الإنجيلي التي تكلم بها مبشرًا باليونانية في مدينة الإسكندرية العظمي.

الثاني: عنوان النسخة اللاتينية: "إنجيل يسوع المسيح المقدس كما كتب لوقا".

الثالث: عنوان النسخة العربية القديمة: "باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد إنجيل الآب الفاضل لوقا البشير افتتاح الإنجيل المجيد" (٤).

ويقول د/ عبد الكريم الخطيب: إن لوقا ليس من الحواريين الاثنى عشر وإنما هو من السبعين قد بشر بإنجيله باليونانية بالإسكندرية بعد رفع المسيح بثمانية وعشرين سنة (٥).

رابعًا: إنجيل يوحنا:

اتفق النقاد المسلمون على أن هذا الإنجيل ينسب إلى يوحنا الحواري ويرون (أن أغلب الطوائف النصرانية تذهب إلى أن يوحنا الإنجيلى أحد التلاميذ الاثنى عشر وأبوه زبدي الصياد ولد في بيت صيدا من الجليل، وأنه هو الذي كان يحبه عيسى - عليه السلام - جدًا، وقال بعض النصارى: إنه لم يكن من التلاميذ ولا من الرسل) (٦).


(١) كولوسى (٤/ ١٤) تحيات ختامية.
(٢) محاضرات في النصرانية: ص ٤٩.
(٣) الفارق بين المخلوق والخالق: ص ٥٤٣.
(٤) المرجع السابق ص ٥٤٣.
(٥) المسيح في القرآن ص ٨٧.
(٦) الفارق بين المخلوق والخالق ص ٦٥ والأسفار المقدسة د/ وافي ص ٨٨ وتمهيد لدراسة الأناجيل الأربعة د/ السيد محمَّد عقيل ص ١٤ طبعة دار الحديث بدون.

<<  <   >  >>