للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الدليل الثالث]

والذي ينص على ما يلي: "فإن الذين يشهدون في السماء ثلاثة: الآب، والكلمة، والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد".

استدل العلامة رحمة الله الهندي بهذا الدليل على إثبات التحريفى بالزيادة في الأناجيل وأن معتقدي التثليث أزادوا على النص الأصلى ما يؤيد دعواهم فقال:

(وقع في الإصحاح الخامس من رسالة يوحنا الأولي هكذا: "فإن الذين يشهدون في السماء ثلاثة الآب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد" "والذين يشهدون في الأرض هم ثلاثة الروح والماء والدم والثلاثة هم في الواحد" كان أصل العبارة في هاتين الآيتين على ما زعم محققوهم هذا القدر" والذين يشهدون في الأرض هم ثلاثة الروح والماء والدم والثلاثة هم في الواحد" فزاد معتقدو التثليث هذه العبارة" وفي السماء هم ثلاثة الأب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد والذين يشهدون في الأرض" في أصل العبارة وهي ملحقهَ يقينًا وقد اعترف بذلك رجال دينهم) (١).

وينتقد صاحب كتاب الجوهر الفريد هذا الاستدلال بقوله:

هذه العبارة لا يوجد بها حكيم التكليف بوجوب اعتقاد تثليث الله تعالى ولا يوجد بها لفظ الأقنوم ولا الشخص الإلهي ولا الجوهر ولا التساوي وإن هى إلا ألفاظ لو صح ورودها في أصل الكتاب المقدس لكانت محتاجة إلى التأويل بما لا يشذ عن قواعده ولا يناقض برهان العقل والنصوص الصريحة في شىء.

وهذه العبارة: "لأنّ الذين يشهدون ... الخ مشكوك فيها عند جمهور علماء المسيحية (٢). وغير ذلك من الأدلة التى ناقشها صاحب كتاب الجوهر الفريد والعلامة رحمة الله الهندي وشيخ الإِسلام ابن تيميه.


(١) إظهار الحق: (١/ ٢٣٥، ٢٣٦).
(٢) الجوهر الفريد: ص ٧.

<<  <   >  >>