[كتاب التوراة: "العقل, العلم, التاريخ"]
د/ بدران محمد بدران طُبع سنة ١٣٩٩ هـ
١. يُعد هذا الكتاب من أقوى الإسهامات المعاصرة في المجال النقدي للعهد القديم، فهو محاولة جادة من كاتب متخصص واسع الاطلاع ذو قدرة على التحليل والاستنباط والترجيح.
٢. يمتاز كتابه بالأصالة في الرأي والابتكار في الأسلوب فأبدع وأجاد في تناوله للقضايا التى يشتمل عليها الكتاب.
٣. اعتمد في كتابه على الناحية العقلية في المقام الأول ليأخذ بيد القارئ إلى القناعة التامة لما يحتويه العهد القديم من مخالفات تتعارض مع العقل السليم والفطرة النقية.
٤. اعتمد في معالجته للنص التوراتي على الناحية العملية فكان موضوعيًا في مناقشته للمتناقضات والمخالفات التي رصدها، فعرض ما وجد من مخالفات على العلم ليبين مدى مخالفة التوراة للحقائق العلمية، وبعد عرضه يُعقب على نقده بأسئلة استنكارية لما تدعيه التوراة من أمور تُخالف أبسط الحقائق العلمية الثابتة.
٥. تأثر د/ بدران بالعلامة رحمة الله الهندي في مواضع كثيرة من كتابه إلا أنه يتمتع بالابتكار في الأسلوب النقدي لنصوص العهد القديم.
٦. في نقده للعهد القديم أبرز مواضع التناقض فيه وذكر على ذلك أمثلة كثيرة علق على بعضها موضحًا أبعاد التناقض فيها وترك البعض الآخر دون تعليق لوضوح المخالفة فيها، وليترك فرصة للقارئ أن يقف مع النص متعجبًا لما يشتمل عليه من مخالفات ويُعمل عقله فيه.
٧. ومن الملاحظات التي تؤخذ على د/ بدران من حيث الأسلوب الذي اتبعه في كتابه: أنه أسلوب إنشائى خطابي يعتمد على التأثير في نفس القارئ بالألفاظ المترادفة التى تؤكد المعاني فيتدخل في سرد القصة التوراتية بأسلوب أدبي أحيانًا ليقربها إلى ذهن القارئ.
٨. وأهم ما تميز به كتابه أنه يقدم للنص تفسيرًا تحليليًا بألفاظ سهلة ميسرة يتضح من خلالها ما يحتوى عليه النص من مخالفات أو تناقضات أو أمور غير أخلاقية ثم يُعقب على النص بعد ذلك بطرح أسئلة استنكارية تبين بشاعة ما تلصقه التوراة بالله سبحانه وتعالي وبالأنبياء عليهم السلام. وفي هذا التعقيب إثبات ضمني للتصور الإِسلامى الصحيح لما ناقشه من موضوعات.
٩. ثقافته التاريخية الواسعة واطلاعه على أديان الشرق الأدنى كمصر والعراق، واطلاعه على كتابات الغربيين كأودلف إرمان ود/ جرسمان والعلامة هنرى برستد وغيرهم، مكنه من إثبات تأثر كتبة التوراة بالوثنيات القديمة وأن بعض أسفارها مقتبس من أصل مصري قديم كسفر الأمثال، وسفر أرميا، وتأثر