١ - أن الجرائم والعقوبات عليها في العهد القديم فيها من التعارض والتناقض ما فيها، ففى الوقت الذي ينهى فيه العهد القديم عن قتل الأبرياء والبررة، توجد نصوص أخرى تؤكد حدوث مجازر وحشية راح ضحيتها أطفال ونساء وشيوخ لا ذنب لهم، ولم يرتكبوا جريمة يستحقوا عليها ذلك سوى أنهم من أهل كنعان. حدث ذلك في البلاد التى لم تدخل مع بني إسرائيل في صلح؛ بل حاربتهم ووقفت في وجههم؛ لأنهم معتدون، حتى أولئك الذين لم يحاربوا بني إسرائيل وعقدوا معهم صلحًا لم يسلموا من تسلطهم وقهرهم، وكان الأمر في التشريع اليهودي بتسخيرهم واستعبادهم إلى الأبد، هذا عن العقوبات المادية.
٢ - أما عن العقوبات المعنوية، يدعي كتبة العهد القديم أن جماعة الرب المقصود بها "بني إسرائيل" هم المؤمنون وحدهم، وبالتالي قصروا هذا اللفظ على أنفسهم؛ بل قد استبعدوا منهم المخصي والمجبوب وولد الزنا والأبرص والعموني والموآبي، كل هؤلاء في نظر الشريعة اليهودية لا يجب أن يدخلوا ضمن جماعة الرب، وفي هذا من الظلم والطغيان ما فيه.