للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[تقويم هذا العهد بمنظور الإسلام]

يقول د/ محمد أبو زيد في بحثه المشار إليه قبل ذلك وكذلك يوافقه في هذا التقويم د/ الهاشمي هذا العهد يصطدم عقديًا مع الإسلام صدامًا مباشرًا, لأن الوعد لم يتحقق ولم يملك إبراهيم أرض الميعاد ملكًا أبديًا, ولأن خلفى الوعد لا يليق أن يكون من صفات الإله الحق فقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ} (١).

وقوله تعالى: {فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ} (٢).

لذلك فإن هذا العهد من تحريفات اليهود إلى أضافوها إلى التوراة لتوافق هوي في نفوسهم وسياستهم ... وعلاقته ببلاد الشام أنها كانت ملجأ له عندما نجاه الله من النمروذ في العراق قال تعالى: {وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ} (٣) والمقصود فيها بالاجماع بلاد الشام (٤)، ولا يوجد دليل قطعى على تخصيص مكان معين فى بلاد الشام، ومن المعلوم أن فلسطين من بلاد الشام، بل نجد فى القرآن نهيًا لليهود والنصارى عن إقحام إبراهيم فيما يخصهم بغير دليل واضح (٥).

والشىء الغريب في عهد إبراهيم أن الأصل أن يكون لإسماعيل من بعده باعتباره الابن الأكبر وإبراهيم بل كان وحيده وقت هذا العهد وكان عمره ١٣ سنة ولم يكن إسحاق قد ولد بعد ولا يوجد أي مبرر لاقصاء إسماعيل غير أنه جد العرب وجد رسولهم - صلى الله عليه وسلم - (٦).

[وخلاصة تفنيد هذا العهد]

١ - أنه وعد مكذوب ومفترى على الله -عَزَّ وَجَلَّ- لإبراهيم - عليه السلام -.

٢ - إبطال نظرية الحق التاريخي لملكية سيدنا إبراهيم - عليه السلام - لأرض الميعاد إلا موضع قبر بثمن.

٣ - أثبتت النصوص التوراتية أن العبرانيين ومنهم إبراهيم - عليه السلام - مروا فقط بأرض فلسطين بعد أن عبروا النهر ولم يمكثوا فيها طويلًا وعليه فليسوا هم السكان الأصليون لتلك البلاد.

٤ - أثبتت النصوص أيضًا أن الكنعانيين هم السكان الأصليون لتلك البلاد.


(١) سورة الرعد جزء من الآية: (٣١).
(٢) سورة إبراهيم الآية: (٤٧).
(٣) سورة الأنبياء الآية: (٧١).
(٤) جامع البيان: لابن جرير الطبري: ج ١٧ ص ٤٧ دار الفكر في لبنان ١٤٠٥ هـ -١٩٨٤ م.
(٥) انظر: أرض الميعاد: ص ١ بتصرف بالحذف. وانظر: فلسطين في الميزان: ص ٣٣، ٣٤.
(٦) انظر: أرض الميعاد: ص ١.

<<  <   >  >>