للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خامسًا: الطرد والإبادة لمن لا يطيعهم:

تأتي هذه الصورة من العنصرية لتؤكد استمرار المعاملة الفظة لغير اليهود وهذا ما رصده د/ عابد الهاشمى في كتابه مبينًا أن التوراة تبيح لليهود أن يطردوا الآخرين من ديارهم، ويسفكوا دماءهم (١) واستدل في هذا الموضع بنصين من نصوص التوراة (٢).

النص الأوّل:

" فتطردون سكان الأرض من أمامكم ... تملكون الأرض وتسكنون فيها، لأني قد أعطيتكم الأرض لكي تملكوها ... وإن لم تطردوا سكان الأرض من أمامكم يكون الذين تستبقون منهم أشواكًا في أعينكم ومناخس ويضايقونكم على الأرض التي أنتم ساكنون فيها. فيكون أني أفعل بكم كما هممت أن أفعل بهم" (٣).

ثم ينتقد هذا النص قائلًا:

(ويلاحظ في هذا النص التهديد الذي ادعوا وروده من الرب لهم، إن قصروا في النيل من أعدائهم، وفي هذا كله تمكين مقيت للعنصرية اليهودية المستعلية على سائر الخلق) (٤).

[النص الثاني]

تظهر فيه البشاعة بأوضح صورها في موقفهم ضد غيرهم، فقد جاء في سفر صموئيل الأول: "قال صموئيل لشاؤول: فالآن اذهب واضرب عماليق- وهم عرب- وحرموا كل ماله ولا تعف عنهم، بل اقتل رجلًا وامرأة، وطفلًا ورضيعًا، بقرًا وغنمًا وجملًا وحمارًا" (٥).

وبذلك يتضح أن جزاء الشعوب الأخرى إن عصت بني إسرائيل أن تطرد من الأرض ولا يقف الأمر عند هذا الحد بل يصل إلى الإبادة من الأرض .. يالها من قسوة ووحشية تدل على العنصرية ضد الآخرين بل تصل لدرجة العدوانية البغيضة تجاه شعوب الأرض.


(١) سوف تتضح هذد الروح العدوانية في الفصل القادم تحت نقد السلوك العدواني.
(٢) التربية في التوراة: ص ١٤٨ بتصرف يسير.
(٣) عدد: (٣٣/ ٥٢) مراحل مسيرة شعب إسرائيل.
(٤) التربية في التوراة: ص ١٤٩.
(٥) الإصحاح: (١٥/ ٣ - ٤) الرب يرفض شاؤول ملكًا.

<<  <   >  >>