للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثانيًا: الانحراف في توحيد الصفات عند اليهود وافتراءاتهم فيها:

وقد قسم علماء المسلمين الصفات إلى صفات ذات وصفات أفعال:

أما صفات الذات فانحرافهم فيها ظاهر فقد ذكر شيخ الإِسلام ابن تيميه فصلًا في الموهم التشبيه من آيات الكتب النبوية منها ما ورد في سفر حبقوق "النبي" أن الله في الأرض يترآي ويختلط مع الناس ويمشى" (١). وقال أرمياء النبي: الله بعد هذا في الأرض يظهر وينقلب مع البشر فيقول: "أنا الله رب الأرباب" (٢).

وأخذ يؤكد جوابه عن هذا بالأدلة العقلية على بطلان نبوة حبقوق وأرمياء فقال: إن هذا يحتاج إلى تثبيت نبوة هذين النبيين وإلى ثبوت النقل عنهما وبثبوت الترجمة الصحيحة المطابقة، وبعد هذا يكون حكم هذا الكلام حكم نظائره ففي التوراة ما هو من هذا الجنس ولم يدل ذلك باتفاق المسلمين واليهود والنصارى على أن الله حل في موسى ولا في غيره من أنبياء بني إسرائيل بل قوله "يترآي" هو بمنزلة يتجلى ويظهر (٣).

١ - إثبات التجسيم للذات العلية -سبحانه عما يصفون: استدل العلامة الهندي والإمام الألوسي. على ما يفيد إثبات التجسيم في العهد القديم. وأنه توجد آيات متعددة من نصوص العهد القديم تدل على التجسيم والشكل والأعضاء (٤) لله سبحانه وتعالى عما يقولون علوًا كبيرًا.

من هذه النصوص ما يلي:

- "وقال الله نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا" (٥).

- " إن يد الرب لم تقصر عن أن تخلص ولم تثقل أذنه عن أن تسمع" (٦).

- "لأن الله على صورته عمل الإنسان" (٧).

وغير ذلك مما يدل على التجسيم وكذلك أستدلت أ/ سميرة. بآياتٌ تدُل على نسبة الحواس والأعضاء للإله كالفم (٨) والشفتان واللسان (٩) والعينان (١٠) والأنف (١١) والأذنان (١٢) والرأس (١٣) وغير ذلك (١٤) -كما يزعمون-.


(١، ٢) لم أعثر على هذين النصين في النسخة الحالية ولربما كانا في نسخة قديمة على زمن المؤلف ولكن هناك نصًا يدل على هذا المعنى وهو "وكان الرب يسير أمامهم في عمود سحاب ... وليلا في عمود نار" (خروج ١٣/ ٢٠ - ٢٢).
(٣) الجواب الصحيح لابن تيميه: (٢/ ٢٣٧).
(٤) الجواب الفسيح لما لفقه عبد المسيح للإمام الألوسي (١/ ١٧١، ١٧٢) ط دار البيان العربي ط ١ - ١٤٠٨ هـ - ١٩٨٧م.
(٥) تكوين: (١/ ٢٦) البدء.
(٦) أشعيا: (٥٩/ ١) الخطية والاعتراف والفدا.
(٧) تكوين: (٩/ ٦) عهد الله مع نوح وانظر: إظهار الحق (٢/ ٣١٧).
(٨) أرميا: (٩/ ١٢) والنص يقول: "والذى كلمه فم الرب".
(٩) أشعيا: (٣٠/ ٢٧) والنص يقول: "شفتاه ممتلئتان سخطًا "
(١٠) أشعيا: (٣٧/ ١٧) والنص يقول: "افتح يا رب عينيك وانظر".
(١١) حزقيال: (٣٨/ ١٨) والنص يقول "غضبى يصعد في أنفي".
(١٢) مزامير: (٨٦/ ١) والنص يقول "امل يا رب أُذنك"
(١٣) أرميا: (٩/ ١) والنص يقول: "ياليت رأسى ماءُ وعيني ينبوع دموع".
(١٤) انظر: جهود الإمامين ص ١١٨ - ١٢١.

<<  <   >  >>