للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[وجاء في سفر العدد أيضا]

وذهب يائير بن منسي (١) وأخذ مزارعها ودعاهن: حووث يائير (٢) " (٣). وفي نقد العلامة الهندي لهذه الآية يقول: حال هذه الآية كحال سفر التثنية (٤) ... وقد جزم علماؤهم بأن بعض الجمل والعبارات ليست من كلام موسى عليه السلام لكنهم ما قدروا أن يبينوا اسم الملحق على سبيل التعيين؛ بل نسبوا على سبيل الظن إلى عزرا وهذا الظن ليس بشىء ولا يظهر من الاصحاحات المذكورة (٥) أن عزرا ألحق شيئًا من التوراة؛ لأنه يُفهم من سفر عزرا أنه تأسف على أفعال بني إسرائيل واعترف بالذنوب، ويُفهم من سفر نحميا أن عزرا قرأ التوراة عليهم (٦).

وجاء في سفر العدد أيضًا: ما يدل على أن كاتب التوراة غير سيدنا موسى عليه السلام وذلك أن: (التوراة تتحدث عن سيدنا موسى عليه السلام الغائب وأنه لو كان الكاتب هو سيدنا موسى لكان عبر عن نفسه بضمير المتكلم مما يدل دلالة واضحة على أن كاتبها لم يكن سيدنا موسى عليه السلام فيقول الكاتب: "وأما الرجل موسى فكان حليمًا جدًا أكثر من جميع الناس الذين على وجه الأرض" (٧) وفي نهاية السفر: "هذه هى الوصايا والأحكام التي أوصى بها الرب إلى بنى إسرائيل عن يد موسى في عربات موآب (٨) على أردن أريحا (٩) " (١٠).

(فلو كان سيدنا موسى هو الذي يتحدث عن وحى الله عزوجل ما كان يستعمل ضمير الغائب) (١١).

وبناءً على ما سبق فإن وجود الإشارات الصريحة التي وردت في هذا السفر عن كتاب "حروب الرب" ونقل الكاتب عنه أقوالًا كثيرة ورغم ذلك لم يوجد بين الأسفار سفر يسمي "حروب الرب" وصيغة التمريض الواردة" يقال فى حروب الرب " تضع هذا السفر موضع الشك من ناحية المؤلف ومن الناحية التاريخية أيضًا لم يعرف في أي زمان كان تصنيف هذا السفر.


(١) هو: يائير بن سجوب وحفيد حصرون من سبط يهوذا وزوجته من عشيرة ماكير من سبط منسي وأخذ يائير عندما احتل العبرانيون بقيادة موسى البلاد إلى شرقى الأردن كورة أرجوب (اللجاة). بمدها الثلاث والعشرون وقسما من جلعاد "عجلون" وباشان (حوران) فالكل ستون مدينة وسماها باشان حووث يائيرِ (قرى مائير) (قاموس الكتاب المقدس ص ١٠٤٣)
(٢) هي: اسم عبري معناه "قرى" أو مخيمات أو معسكرات يائير وهي مدن بدون أسوار في القسم الشمالى الغربي من باشان في منطقة الأرجوب ... استولى عليها يائير وكان عددها قابلًا للتغيير لأنها واقعة في أرض متنازع عليها (قاموس الكتاب المقدس ص ٣٢٨، ٣٢٩).
(٣) عدد: (٣٢/ ٤١) أسباط عبر الأردن.
(٤) يشر إلى تثنية: (٣/ ٤) وتقول: يائير بن منسي أخذ كل كورة أرجوب إلى تخم الجشوريين والمعكيين ودعاها على اسمه باشان حووث يائيرإلى هذا اليوم" وقال إن هذه الآية لا يمكن أن تكون من كلام موسى -عليه السلام - لأن المتكلم بها لا بد أن يكون متأخرا عن يائير تأخيرا كثرا كما يشعر به قوله "إلى اليوم" لأن أمثال هذا اللفظ لا يستعمل إلا في الزمان الأبعد على ما حقق المحققون من علمائهم (انظر: إظهار الحق ١/ ٢٢٤).
(٥) و (٦) يشير مفسرو الكتاب المقدس إلى (عدد ٣٢/ ٤٠) (تثنية ٢/ ١٤) ويقولون إن هذه الجمل تدل على انها ليست من كلام موسى عليه السلام ولم يجزموا أن شخصا ما ألحقها بالتوراه ولكن يقولون بالظن أن عزرا النبي ألحقها كما يدل على ذلك (عزرا ٩، ١٠)، (ونحميا ٨) (انظر: إظهار الحق ١/ ٢٢٥).
(٧) عدد: (١٢/ ٣) مريم وهارون ينتقدان موسى.
(٨) هي: ما كان في وادي الأردن مقابل أريحا (عدد ٢٢/ ١، ٢٦/ ٣، ٣٣/ ٤٨) قاموس الكتاب المقدس ص ٩٢٨.
(٩) هي: مدينة الجبارين في الغور من أرض الأردن بالشام بينها وبين بيت المقدس يوم للفارس في جبال صعبة المسلك سميت فيما قبل بأريحا بن مالك بن أرفخشد بن سام بن نوح عليه السلام انظر: معجم البلدان: ياقوت الحموي (١/ ١٦٥) ط دار صادر بيروت ١٩٨٤م
(١٠) عدد: (٣٦/ ١٣) ميراث بنات صَلفُحاد.
(١١) نقد التوراة: د/ السقا ص ٦٧.

<<  <   >  >>