للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[وخلاصة ما وقف عليه العلماء في إبطال ألوهية المسيح -عليه السلام- أوجزه فيما يلي]

١ - أن المسيح -عليه السلام- بشر مخلوق يجرى عليه ما يجرى على سائر البشر من الأكل والشرب والنوم والراحة والتعب وغير ذلك.

٢ - أنه -عليه السلام- لم يدع الألوهية؛ بل اعترف بالعبودية لله تعالى ودعا إلى التوحيد الخالص لرب العالمين لا شريك له.

٣ - بُطلان ما استدل به النصارى على هذه العقيدة من نصوص لم تصح نسبتها إلى المسيح -عليه السلام- بل لم تصح نسبتها إلى أصحابها الذين كتبوها بعد المسيح -كما يدعون-.

٤ - ولادته -عليه السلام- من غير أب معجزة ولكنها لا تكون سببًا في تأليهه؛ لأنّ آدم -عليه السلام- ولد من غير أب ولا أم ومع ذلك لم يقولوا بألوهيته.

٥ - اعتراف المسيح -عليه السلام- بأنّه لا يقدر أن يفعل شيئًا من تلقاء نفسه ولكن الله سبحانه هو الفاعل الحقيقى فهو يقول للشيء "كن فيكون".

٦ - وقد نفى الله عَزَّ وَجَلَّ مزاعمهم وأبطلها، فأنطق الله عَزَّ وَجَلَّ سيدنا عيسى عليه السلام عندما افتروا على أمه مريم عليها السلام وتكلموا عليها، وقد صور القرآن الكريم ذلك فقال تعالى على لسان سيدنا عيسى: "قال إنى عبد الله أتاني الكتاب وجعلنى نبيًا" (١)، فهذا دليل العبودية الكاملة لله رب العالمين، وأنه نبي من أنبياء الله عَزَّ وَجَلَّ، ولقد أخبر الله سبحانه بكفر هؤلاء الذين يتخذون سيدنا عيسى عليه السلام إلهًا فقال تعالى: "لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم، وقال المسيح يا بنى إسرائيل اعبدوا الله ربى وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار" (٢).


(١) سورة مريم، الآية: (٣٠).
(٢) سورة المائدة، الآية: (٧٢).

<<  <   >  >>