للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الثالث جهود علماء المسلمين فى نقد سند رسائل العهد الجديد]

أولًا: نظرة عامة على هذه الرسائل:

قام العلامة رحمة الله الهندي بنقد سند الأسفار الأخرى للعهد الجديد (بقية الأسفار غير الأناجيل الأربعة) واعتمد في نقده لها على ما ذكره رجال الدين المشهورين عندهم آخذًا من كلامهم ما يهدم دعواهم بصحة هذه الأسفار مبينًا من خلال ذلك مكانتها من حيث الصحة وعدمها وهل هي مقبولة لدى الكنائس أم مردودة فيقول:

(الرسالة العبرانية والرسالة الثانية لبطرس والرسالة الثانية والثالثة ليوحنا ورسالة يعقوب ورسالة يهوذا ومشاهدات يوحنا وبعض الفقرات من الرسالة الأولى ليوحنا إسنادهم إلى الحواريين بلا حجة وكان مشكوكا فيهم إلى سنة ٣٦٣ م وبعض الفقرات المذكورة مردودة وغلط إلى الآن عند جمهور المحققين) (١).

ويقول ل/ أحمد عبد الوهاب في إلقائه الضوء على هذه الأسفار:

(من الملاحظ أن كثيرًا من الكتب المسيحية التى يشتمل عليها العهد الجديد قد كتبت ثم نسبت إلى أشخاص ماتوا أو قتلوا قبل التواريخ المقررة لها بعشرات السنين مثال ذلك ما ينسب إلى بطرس وبولس اللذين قتلا قبل عام ٧٠ م ببضع سنين إذ تنسب إلى الأول رسالة بطرس الأولى (حوالي ٩٥) ورسالة بطرس الثانية (عام ١٥٠) كما تنسب إلى الثاني الرسالة الأولى والثانية إلى تيموثاوس والرسالة إلى تيطس (عام ١٠٠) وفي جميع الأحوال يجب أن نتذكر أن التاريخ المرجح لنهاية حياة المسيح على الأرض ورفعه إلى السماء هو حوالى عام ٣٣ م) (٢).

ثانيًا: موقف الكنائس من هذه الرسائل:

يقرر العلامة رحمة الله الهندي أن الكنائس العربية والسريانية لا تعترف ببعض هذه الرسائل وأن بعض تراجم الكتاب المقدس قد خلت منها فيقول:

عن هذه الرسائل أنها (لا توجد في الترجمة السريانية، وردت جميع كنائس العرب الرسالة الثانية لبطرس والرسالتين ليوحنا، ورسالة يهوذا ومشاهدات يوحنا وكذلك تردهم الكنيسة السريانية من الابتداء إلى الآن ولا تسلمهم) (٣).


(١) إظهار الحق: ١/ ١٠٠.
(٢) المسيح في مصادر العقائد المسيحية ل. م/ أحمد عبد الوهاب ص ٣١.
(٣) إظهار الحق: ١/ ١٠١.

<<  <   >  >>