للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"لا يحتاج الأصحاء إلي طبيب بل المرضى فاذهبوا وتعلموا ما هو: إنما أريد رحمة لا ذبيحة لأني لم آت لأدعو أبرارًا بل خطاة التي التوبة (١) " (٢).

وهنا يظهر مدي التماثل بين النصين وإلى أي حد وصل الاقتباس من التوراة ومن ينظر في الآية "إنما أريد الرحمة لا الذبيحة" وهي من سفر هوشع يجد عيسى -عليه السلام - قد نطقها كما هى واستدل بها على المعني الخلقى الذي يريد تقريره وإذاعته في الناس فالنص الثاني مقتبس من التوراة أي منقول منها للاستشهاد به في الإنجيل (٣).

وبناء على ذلك (يقرر علماء النصارى أن الترابط الوثيق بين العهدين جعل منهما في الحقيقة كتابًا واحدًا لا ينفصل متدرجًا في الإعلان ومتنوعًا في طرق الوحى، ويصرح البعض الآخر بما يفيد أفضلية وأكملية العهد الجديد فيقرر أن في العهد القدم يستتر العهد الجديد وفي العهد الجديد ينكشف القديم وأن العهد القديم إنما كان بمثابة طريق التي غاية لم يُكشف عنها إلا في العهد الجديد) (٤).

[وخلاصة ما سبق]

١ - توجد علاقة واضحة وارتباط وثيق بين العهد القديم والعهد الجديد يجعل منهما كتاباً واحداً

٢ - يعتبر العهد الجديد مكملاً للعهد القديم وكاشفًا ما فيه من غموض وإبهام.

٣ - رغم ما بين العهدين من علاقة أكيدة إلا أن كلاً منهما يناقض الآخر في مواضع كثيرة.

٤ - اعتمد كتَّاب الأناجيل على العهد القديم حتى قيل إن العهد الجديد مقتبس من العهد القديم.


(١) (١) متى: (٩/ ٩ - ١٣) دعوة متى، ويسوع لقب المسيح فقيل يسوع المسيح (قاموس الكتاب المقدس ص ١٠٦٦).
(٢) اقتباسات كتَّاب الأناجيل من التوراة "بيان ونقد" د/ أحمد حجازي السقا ص ٢١ ط ١١ مكتبة الإيمان بالمنصورة ١٤٢١ هـ ٢٠٠٠م.
(٣) المرجع السابق: ص ٢١، ٢٢ بتصرف يسير.
(٤) النصوص المقدسة: د/ سيد عبد التواب ص ٧٢ - ٧٤ مرجع سابق.

<<  <   >  >>