للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وخلاصة ما سبق:

١ - ما قام به علماؤنا في معالجة هذا الخلق يتميز بالموضوعية والحيدة والإنصاف.

٢ - اتخذوا من التاريخ خير شاهدٍ على نقدهم للتسامح في المسيحية ونتيجة جهودهم هذه تتبين فيما يلي:

أ- أن دعوى التسامح المزعومة تبطلها حوادث التاريخ من الحروب الصليبية التي شنها الإفرنج ضد الإِسلام والمسلمين تحت شعار الصليب.

ب- أن ارتكاب القائمين على الكنيسة للمجازر الوحشية ضد الخارجين على سلطان الكنيسة والمتمردين عليها يتنافى تمامًا مع التسامح المزعوم.

ج- أن التسامح المزعوم يؤدى بالمسيحية إلى السلبية والخذلان والضعف وبالتالي فالأخلاق المسيحية أخلاق غير واقعية لأنها تتسم بالمثالية المفرطة إلى لا يتحملها كثير من الناس.

[التحلل والإباحية]

يقف د/أحمد طاهر مع العهد الجديد وقفة فاحصة ينتقده فيها إذ أنه لا يحرم أسباب الجريمة والخطيئة فيبيح الخمر والميسر والجنس فيقول:

في الوقت الذي نجد فيه المسيحية تميل نحو الرهبانية لا نجدها في أي كتاب من الكتب المنسوبة إلى الرسل تحرم أسباب الجريمة والخطيئة أعني الخمر والجنس الحرام والميسر؛ بل هى لا تمنع عرض النسوة لمفاتنهن الجسمانية عرضًا لا تحشم فيه (١).

أما عن الخمر فنجده عنصرًا أساسيًا في القربان المقدس؛ بل المعجزة الأولى التي جاء بها المسيح كما يدعون أنه قد حول الماء إلى خمر (٢).

(ويرى بولس: أن المرأة مجرد متعة وفتنة؛ بل أنزل بها اللوم كله لسقوط الإنسان وتدهور الخليقة واقتراف المعصية كما في رسائل بولس: "لتتعلم المرأة بسكوت في كل خضوع ولكن لست آذن للمرأة أن تعلم ولا تتسلط على الرجل، بل تكون في سكوت ... وآدم لم يغو ولكن المرأة أغويت فحصلت في التعدي" (٣).


(١) الأناجيل: دراسة مقارنة د/ أحمد طاهر ١٥٣.
(٢) المرجع السابق نفس الصفحة، وانظر: معجزة تحويل الماء إلى خمر (يوحنا ٢/ ١١ وما بعده).
(٣) المرجع السابق: ص ١٥٨، وانظر: رسالته إلى تيموثاوس: (٢/ ١١ - ١٤) توجيهات خاصة بالعبادة.

<<  <   >  >>