للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الثالث جهود علماء المسلمين -فترة البحث- في نقد عقيدة تأليه الروح القدس]

الروح القدس في عرف المسيحيين هو الروح الذي حل على العذراء لدى البشارة لها، وعلى المسيح في العماد وعلى الرسل بعد صعود المسيح إلى السماء وفى نظر المسلمين فإن الذي أرسل إلى العذراء بالبشارة بولادة عيسى -عليه السلام- هو الملك جبريل -عليه السلام- (١).

وبقراءة متأنية لما قام به علماؤنا الأجلاء حول عقيدة ألوهية الروح القدس يمكن حصر جهودهم فيما يلي:

أولًا: عرض مقولة النصارى الباطلة في الروح القدس ونقدها.

ثانيًا: عرض أدلة القائلين بألوهية الزوج القدس وجهود العلماء في نقدها.

أولًا: عرض مقولة النصارى الباطلة في الروح القدس ونقدها:

ألوهية الروح القدس من العقائد الباطلة إلى تمسك بها النصارى وجعلوها من صلب عقيدتهم، وهي عندهم تعتبر الأقنوم الثالث من أقانيم الثالوث المقدس، وقد تقرر تأليه الروح القدس في مجمع القسطنطينية عام ٣٨١ م (٢) والقرار الذي وافق عليه المجمع هو: تأليه الروح القدس ولعن من يقول بغير ذلك فقالوا: (ليس روح القدس عندنا. بمعنى غير روح الله، وليس روح الله شيئًا غير حياته، فإذا قلنا أن روح القدس مخلوق فقد قلنا أن روح الله مخلوق، وإذا قلنا أن روح الله مخلوقة قلنا أن حياته مخلوقة وإذا قلنا أن حياته مخلوقة فقد زعمنا أنه غير حي، فقد كفرنا به ومن كفر به وجب عليه اللعن) (٣).

ويقول د/ محمَّد مجدي مرجان، موضحًا ما يراه أصحاب الثالوث عن هذه العقيدة الباطلة: (يري أصحاب الثالوث أن الروح القدس الذي يمثل عنصر الحياة في الثالوث المقدس يعتبر أقنومًا قائمًا بذاته وإلهًا مستقلًا بنفسه، فالثالوث المقدس ثلاثة أقانيم هي الذات والنطق والحياة، فالذات هو الله الأب، والنطق أو الكلمة هو الله الابن، والحياهَ هى الله الروح القدس، وذلك أن الذات والد النطق والكلمة مولودة من الذات، والحياة منبعثة من الذات) (٤).


(١) المسيحية: د/ أحمد شلبي، ص ١٥٦
(٢) انظر: محاضرات في النصرانية: أبو زهرة، ص ١٣٣، النصرانية والإِسلام: م / محمَّد عزت الطهطاوي، ص ٤٥، ٤٦، والنصرانية من التوحيد إلى التثليث: ص ٢٣٥، والمسيحية: د/ أحمد شلبي، ص ١٥٦، وحقيقة النصرانية من الكتب المقدسة: د/ السقا، ص ١٣٣ ط دار الفضيلة. بدون.
(٣) الجواب الصحيح: ٣/ ٣٦، المسيحية: د/ أحمد شلبي، ص ١٥٧.
(٤) الله واحد أم ثالوث: د/ محمَّد مجدي مرجان، ص ١١٦ ط دار النهضة العربية. بدون.

<<  <   >  >>