للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(وقد ألفه باللغة اليونانية وكان تأليفه إياه حوالي ٩٠ بعد الميلاد على أرجح الأقوال فهو لذلك أحدث الأناجيل جميعًا، إذ تفصله عنها مرحلة زمنية كبيرة تبلغ زهاء ثلاثين عامًا) (١).

وقيل إن مؤلفه يوحنا آخر لا يمت إلى الحواري بصلة روحية وقد ظهر هذا الرأي في القرن الثاني الميلادي (٢).

[سبب تأليف إنجيل يوحنا]

وقد بين صاحب الفارق سبب تأليف هذا الإنجيل فقال: (لما كانوا يعَلمون المسيحية على أن المسيح ليس إلا إنسانًا، وإنه لم يكن قبل أمه مريم ولذلك في سنة ٩٦ م اجتمع عموم أساقفة آسيا وغيرهم عند يوحنا والتمسوا منه أن يكتب عن المسيح وينادي بإنجيل مما لم يكتبه الإنجيليون الآخرون، وأن يكتب بنوع خصوصى لاهوت المسيح فلم يسعه أن ينكر إجابة طلبهم) (٣).

وعن هذا السبب يقول فضيلة الإمام أبو زهرة: إن إنجيل يوحنا كُتب لغرض خاص: وهو أن بعض الناس قد سادت عندهم فكرة أن المسيح ليس إلهًا، وأن كثيرين من فرق الشرق كانت تقرر تلك الحقيقة فطلب إلى يوحنا أن يكتب إنجيلًا يتضمن بيان هذه الألوهية فكتب هذا الإنجيل) (٤). ثم أورد فضيلته أقوالًا كثيرة لعلماء النصارى

[تبين سبب كتابته واستنبط منها]

(أن كُتاب النصارى يجمعون أو يكادون على أن الإنجيل المنسوب إلى يوحنا كُتب لإثبات ألوهية المسيح التي اختلفوا في شأنها لعدم وجود نصٍ من الأناجيل الثلاثة يعلنها) (٥).

[تاريخ تدوين إنجيل يوحنا]

(اختلف العلماء في تاريخ تدوين إنجيل يوحنا ما بين سنة [٦٨، ٦٩، ٧٠، ٨٩، ٩٥، ٩٨] إذن فليس له تاريخ محدد لتدوينه كما أنه ليس هناك بيان قد خلص من الشك بحقيقة كاتبه) (٦) ثم يعود العلامة البغدادي فيقرر نتيجة ما وصل إليه من النظرة النقدية في سند إنجيل يوحنا ويقول:

(إن اختلاف علماء النصارى في شأن إنجيل يوحنا وتاريخ تأليفه مع عدم وجود السند المتصل في روايته بطريق التواتر إلى مؤلفه يسقطه عن الاعتبار ويحط رتبته عن باقي الأناجيل فضلًا عن كونه أعلى منها أو مساويًا لها) (٧).

ويقول د/ عبد الكريم الخطيب: هذه الأناجيل الأربعة التي اعتمدت عليها المسيحية في إقامة عقيدتها والتي منها كانت تصورات الدعاة والمبشرين بالمسيحية والمسيح ... ويبدو من النظرة الأولى فيها ... أنها غير مسلمة عند الباحثين من المسيحيين أنفسهم وأن نسبتها إلى الحواريين والتلاميذ الذين كتبوها ليس مقطوعًا بها، وهذا أقل ما فيه أنه يبيح للناظر فيها أن يكون على حذرٍ من جهتها وألا يأخذ قضاياها مأخذ التسليم (٨).


(١) الأسفار المقدسه د/ وافى ص ٨٨.
(٢) محاضرات في النصرانية ص ٥١.
(٣) الفارق بين المخلوق والخالق ص ٥٦٨ ومحاضرات في النصرانية ص ٦٥.
(٤) محاضرات في النصرانية ص ٥٤.
(٥) المرجع السابق ص ٥٤.
(٦) محاضرات في النصرانية ص ٥٣.
(٧) الفارق بين المخلوق والخالق ص ٥٧٠.
(٨) المسيح في القرآن والتوراة والإنجيل ص ٨٨.

<<  <   >  >>