للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[وقت التعميد]

لم يتفق المسيحيون على وقت معين للتعميد:

١ - فبعضهم يعمد الشخص في طفولته حتى ينشأ الطفل المسيحي مبرأ من الذنوب وهذا هو الغالب.

٢ - وبعضهم يعمده في أي وقت من حياته.

٣ - والبعض الآخر يجرى التعميد والشخص على فراش الموت بحجة أن التعميد إزالة للسيئات وتطهير من الذنوب (١).

[أما النصوص التي يستدل بها النصارى على التعميد]

١ - " فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الأب والابن والروح القدس" (٢).

٢ - وقول الإنجيل: "من تغطس دخل الجنة ومن لم يتغطس دخل جهنم خالدًا فيها أبدًا" (٣).

[طريقة التغطيس وصفته]

يقول عبد الله الترجمان: إن في كل كنيسة حوضًا رخامًا وكيزانًا يملؤه القسيس بالماء ويقرأ عليه ما تيسر من الإنجيل ويرمي فيه ملحًا كثيرًا وشيئًا من دهن "البلسان" (٤) فإن أراد أحد أن يتغطس ممن تنصر وهو رجل كبير السن يجتمع له بعض أعيان النصارى مع القسيس ليشهدوا عليه -بزعمهم- بين يدي الله بالتغطيس ويقول له القسيس عند حوض الماء: يا هذا اعلم أن التنصر أن تعتقد أن الله ثالث ثلاثة وتعتقد أنك لا يمكن لك دخول الجنة إلا بالتغطيس، وأن ربنا عيسي ابن الله ... إلى أن يقول وأنا أغطسك باسم الأب والابن والروح القدس (٥).

ويستخدم عبد الله الترجمان في نقده للتعميد محاججة النصارى بأسئلة تحمل في طياتها الاستفهام الإنكاري لما يفعلون ويبين عدم صحة ما يقوله النصارى بأنّه لا يمكن دخول الجنة إلا بالتغطيس فيقول: (ما تقولون في إبراهيم وموسى وإسحاق ويعقوب وجميع الأنبياء عليهم السلام هم في الجنة أم لا؟ فلا بد أن يقولوا: هم في الجنة، فيقال لهم: كيف دخلوها ولم يتغطسوا؟ وهم يجيبون عن هذا بأن الاختتان أجزأهم عن التغطيس فيقال لهم: ما تقولون في آدم ونوح عليهما السلام وذريته لصلبه فإنهم ما اختتنوا ولا تغطسوا قط وهم في الجنة بنص أناجيلكم وإجماع علمائكم، وليس لهم عن هذا جواب البتة) (٦).


(١) المرجع السابق: ص ٦٢.
(٢) متى: (٢٨/ ١٩) يسوع يظهر للتلاميذ.
(٣) انظر: مرقس: (١٦/ ١٦) ظهوره للتلاميذ.
(٤) هو: شجر موطنه بلاد الحبشة وورقه يستخدم لتحنيط الموتى، (راجع قاموس الكتاب المقدس ص ١٨٨).
(٥) تحفة الأريب: ص ٨٠ - ٨١ بتصرف بالحذف، وانظر: النصرانية والإِسلام: ص ٦٣.
(٦) المرجع السابق: ص ٨٠.

<<  <   >  >>