للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويعلق د/ بدران، على هذه السرقة بقوله:

(إن واقعة السرقة ثابتة تاريخيًا، ولا يستطير كتبة التوراة إنكارها، برروها وبئس ما برروا، لقد ألصقوا التهمة في إله بني إسرائيل وقالوا إنه هو الذي أمرهم بذلك. أي إله هذا الذي يأمر من يتبعونه بسرقة شعب، وأي رسول هذا الذي تكون من مبادئه السرقة؟) (١).

ولذلك يؤكد أ/ عبد الله التل، وجود هذه الخصلة الذميمة في بني إسرائيل قائلًا: (أباحت التوراة الغش والسرقة والطمع ونسبت إلى الأنبياء تحليهم هذه الصفات القبيحة التي يستنكرها المجتمع الإنساني حتى الجماعات الهمجية البدائية التي لم تر نبيًا واحدًا منذ بدء الخليقة حتى يومنا هذا واستدل بنصوص كثيرة منها: قصة رفقة زوجة إسحاق وأم عيسو ويعقوب تحرض ابنها الأصغر يعقوب على سرقة بركة والده بالغش والبركة من حق الابن الأكبر عيسو (تكوين ٢٧/ ٥ - ١٧) وغير ذلك) (٢).

وفي نهاية هذا الفصل فإن ما سبق يعتبر أمثلة قليلة من كثير ورد في العهد القديم ونماذج تؤكد أن اللا أخلاقية محور ارتكاز تدور عليه النصوص التوراتية .. أضف إلى ذلك ما ذكره أ/ عبد الله التل في كتابه جذور البلاء من لا أخلاقيات العهد القديم (٣) منها ما يلى:

١ - الظلم والطغيان: وبين أن التوراة أول كتاب في العالم يبيح قتل الأبرياء وأخذ الأبناء بجريرة الآباء (٤).

٢ - الرق والعبودية: وتحت هذا العنوان ذكر نصوصًا تؤكد أن الشعب المختار في نظرة التوراة سيد وبقية الشعوب عبيد يخدمون السادة اليهود إلى الأبد (٥).

٣ - الغاية تبرر الوسيلة: يواصل أ/ عبد الله التل كشف جذور البلاء في العهد القديم فيقولى: أباحت التوراة أن يصل الإنسان إلى غايته بأية وسيلة حتى لو كانت تلك الوسيلة منافية للأخلاق كتقديم إبراهيم التوراتي ساراي امرأته لفرعون ليحصل له الخير بسببها (٦).


(١) التوراة: د/ بدران ص ٦١.
(٢) جذور البلاء أ/ عبد الله التل ص ٤٧ - ٥١.
(٣) انظر: جدور البلاء أ/ عبد الله التل ص ٤٤، ٥١، ٥٦، ٥٦، ٦٠ باختصار.
(٤) انظر: عدد: (١٤/ ١٨) تمرد الشعب.
(٥) انظر: تكوين: (٩/ ٢٠ - ٢٧)، (٤٧/ ١٨ - ٢٢) يوسف والمجاعة.
(٦) انظر: تكوين: (١٢/ ١٠ - ١٦) إبراهيم في مصر.

<<  <   >  >>