للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال حول هذا الدليل الذي ورد في يوحنا: فهذا يوحنا حبيب المسيح يشهد أن المسيح لم يدع سوى الرسالة وأن من يقبل منه فإنما يقبل من الله الذي أرسله ويذكر أن الله غيره وأن الرب سواه وأنه رسول من عند الله (١). بل إن الأناجيل تصرح يأن عيسي وهو يُقاد إلى خشبة الصلب كان يدعو ويقول: إلهى إلهى لماذا تركنني (٢)، فكيف يكون إلهًا وله إله آخر؟ (٣).

ومما يؤكد بشرية سيدنا عيسي -عليه السلام- أن الصورة التى رسمتها له الأناجيل ليست إلا صورة إنسان لا تتوفر فيه صفات الألوهية فالله عليم خبير لا يخفى عليه شىء والمسيح ليس كذلك (متي ٢٤/ ٣٦)، ومرقس (١٣/ ٣٢) والله معبود وسميع الدعاء والمسيح عابد يدعو لله (متي ١١/ ٢٥) والله حي لا يموت والإنجيل ينص على أن المسيح ظل ميتًا ثلاثة أيام (متى ١٧/ ٢٣) والله لا تدركه الأبصار والمسيح كانت تدركه الأبصار وظل محدودًا في رحم أمه فترة حملها به والله لا ينام والمسيح ينام (لوقا ٨/ ٢٣ - ٢٤) والله قادر والمسيح غير قادر (يوحنا ٥/ ٣٠) وغير ذلك من الأوصاف وثبت من خلالها أن المسيح لم يدع الألوهية أو البنوة لله تعالى (٤).

٣ - رد التفسير الخاطئ للنصوص التى استدل بها النصارى وحملوها على حقيقتها والتزموا بالتطبيق الحرفى لها. فقام علماؤنا الأجلاء بتوجيه النظر إلى أن المقصود من هذه النصوص المعنى المجازى وليس المعنى الحقيقى لها، مع عرض هذه الدعوى وتلك المقولات الباطلة على العقل. فمثلًا يقول النصارى: إن "عيسى" إله ويروجون لهذه المقولة بأمرين لا ثالث لهما:

الأوّل: ولادته من أم من غير أب.

الثاني: قيامه بمعجزات لم تُعرف لغيره (٥).


(١) المنتخب الجليل: ص ١٩٠.
(٢) متى: (٢٧/ ٤٦) الموت.
(٣) الإسلام في مواجهة الاستشراق: ص ٤٠٣.
(٤) انظر: تاريخ الإنجيل والكنيسة: أ/ أحمد إدريس، ص ٣٦، ٣٧ بتصرف يسير.
(٥) انظر: الإسلام: د/ المطعنى، ص ٣٧٦.

<<  <   >  >>