للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣ - وفي نقد العلامة البغدادي لهذه القصة ذكر الروايات المتعددة لأصحاب الأناجيل ثم بين ما وقع بينها من تفاوت .. وأذكر مثالًا مما ذكر وهو ورودها في لوقا حيث يقول: "ثم تناول كأسًا وشكر وقال: خذوا هذه واقتسموها بينكم لأني أقول لكم: إني لا أشرب من نتاج الكرمة حتى يأتي ملكوت الله ... وكذلك الكأس بعد العشاء قائلًا: هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي الذي يُسفك عنكم" (١).

فقال في نقده: (ذكر الكأس ثانيًا من زيادات لوقا ويؤخذ عليه اعتراض في قوله: "الذي يُسفك عنكم" وذلك إما أن يكون المراد عموم النصارى أو التلاميذ المخاطبين خاصة. وأيًا ما كان فهو مناقض لقول يوحنا: أنه صلب نفسه عن كافة الناس ومخالف لقول مرقس ومتي، لأنهما قالا: "الذي يسفك من أجل كثيرين" أي لبعض النصارى وزاد المترجم من عندياته على مرقس "لمغفرة الخطايا" ومعلوم أن بين هذه العبارات الأربعة تفاوتًا بعيدًا، والنصارى اتخذوا هذه القصة أساس دينهم فقد أسس هذا الدين على شفا جرفٍ هارٍ) (٢).


(١) لوقا: (٢٢/ ٢٠).
(٢) الفارق بين المخلوق والخالق: ص ٣٥٣، ولمزيد من التفصيل، انظر: المسيحية الحقة، من ص ٢٢٨ - ٢٣٣.

<<  <   >  >>