للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد علق أ/ علاء أبو بكر على أحداث الليلة الأخيرة وانتقد وقائعها ببيان التزوير والتلفيق فيها .. من هذه الانتقادات ما يلي:

١ - تنبأت الأناجيل أن التلاميذ كلهم سيشكون فيه في هذه الليلة، إلا أن الأناجيل كلها تؤكد أن أحدًا من تلاميذه لم يشك فيه، وهذا يعني أنهم رأوا وتأكدوا من نجاة المسيح من القبض عليه، وإلا لكانوا شكوا فيه، ونفى الشك عن التلاميذ في تلك الليلة يترتب عليه أيضًا إلحاق الخطأ بنبوءات السيد المسيح -عليه السلام- وهو الأمر الذي لا يمكن أن يصدر عنه (١).

٢ - أهمل كل من مرقس ومتى ويوحنا ذكر الملك الذي ظهر لعيسى -عليه السلام- عند لوقا حين ضعف عن تحمل هذا الأمر وانحطت قوته .. أفما كان يقدر هذا الملك على مدافعة هذه الشرذمة الضعيفة وتخليص إلهه من أيادى مخلوقاته الباغين عليه؟ وأي حاجة للإله في معاونة الملك له؟ فالملك حينئذ كان أشد بأسًا وقوة من عيسى حتى يقوم بتقويته، ويظهر منه أن هذا الإله كان يخور عند الشدائد كما يخور العاجز من الآدميين (٢).

٣ - وفي مناقشة د/ سعد الدين صالح رواية الأناجيل لحادث الصلب يقول: اختلفت الأناجيل الأربعة في طريقة القبض عليه، فبينما يقرر متى في الإصحاح ٢٦ أن يهوذا جاء ومعه جموع من الشعب بسيوف وعصي وكانت علامته أن يقبل المسيح فتقدم إليه وقبله فعرفه الجند وقبضوا عليه، نجد يوحنا يقرر في الإصحاح ١٨ أن يهوذا أخذ الجند وذهب إلى يسوع فخرج لهم يسوع وسألهم ماذا تطلبون؟ فقالوا: يسوع الناصري فقال لهم أنا هو فقبضوا عليه، فالتناقض بين الإنجيلين واضح فمتى يقول: إن يهوذا هو الذي سلمه ويوحنا يقول: إن المسيح هو الذي قدم نفسه ولم يقبله يهوذا (٣).


(١) المسيحية الحقة: ص ٢٤٩.
(٢) المرجع السابق: ص ٢٤٩.
(٣) مشكلات العقيدة النصرانية: ص ١٦٠.

<<  <   >  >>