للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

*تمهيد:

تأتي أهمية العهد القديم من أنه يؤمن به اليهود والنصارى على حدٍ سواء باعتبار أن العهد الجديد مُستتر في العهد القديم كما يقولون، ولا يتم فهم أحدهما إلا بالاعتماد على الآخر والاسترشاد به.

ولا يخفي على ذي بصيرة أن العهد القديم يتسم بالنبرة العالية والحدة والشدة في تعاليمه ووصاياه، لذا فقد أخذ النصيب الأوفر من الدراسات النقدية واهتم به علماء الحركة النقدية على مر العصور باعتبار أنه يؤسس المنطلقات الدينية لليهود والنصارى في اعتقادهم وتشريعاتهم وأخلاقهم، وقد اعتمد علماؤنا الأفاضل في دراستهم على جانبين، الجانب الأول: نقد السند والثانى: نقد المتن، وتعددت فى نقدهما الرؤى النقدية لعلماء المسلمين فتارة ينقدونهما عقلاً وتارة نقلاً وتارة بالشك في السند وفي كاتب النص والظروف التاريخية لكتابته، ومدى توفر الثقة في الكاتب والتحقق من صحة نسبة النص إليه. وعندما يتعامل علماؤنا مع النص التوراتي أو الإنجيلى لا يتعاملون معه على أنه نص مبتور منفصل عن غيره ولكنهم ينقدونه باعتبار ارتباطه بما قبله وما بعده وباعتبار أنه مقدس- في زعم اليهود والنصارى- إضافة إلى الواقع التاريخى الذي يدعم النقد المنهجي البناء.

وعند تتبع ذلك الكم الهائل من المؤلفات التي تهتم بنقد الكتاب المقدس يتضح جيدًا أنه يتعذر على الباحث أن يحصل على جميع ما كُتب وطُبع في المكتبات لكثرتها وصعوبة الحصول على جميعها.

وما وقع تحت يدي عدد لا بأس به من المراجع الأصلية فى هذا الجانب فرأيت أن أتناول بعضها حسب شهرة الكتاب وانتشاره ومكانته عند علماء المسلمين وذلك على سبيل المثال لا الحصر، وأخذت في تصنيفها وتقويمها على النحو التالي:

<<  <   >  >>