للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ب. "حاماد أو حمده" إن هذا الفعل يتألف من حروف ساكنة أصلية (ح م د) وهي معروفة لجميع اللهجات السامية، حيثما جاءت هذه الحروف في الكتابات المقدسة اليهودية فإذا تعني "يشتهي، يقع في الحب، يشتاق إلى، يتلذذ ويتذوق، ويرغب بعمق" وأولئك الذين يعرفون اللغة العربية سوف يفهمون بصورة طبيعية المعني الشامل لكلمة "شهوة" والتي تعني بالإِنجليزية "الرغبة الشديدة أو التلهف أو الجشع والطمع أو الرغبة الجامحة والشهية" هذا هو بالدقة معنى الفعل "حاماد" في المخطوطات العبرية.

ج. "ماحماد، ماحمود" (أرميا ١/ ١٠ - ١١؛ ٣/ ٤): هاتان صيغتان لاسم الفاعل واسم المفعول مشتقتان من الفعل "حمد" معناها "المرغوب فيه جدًا، البهيج، الرائع، اللطيف" لهذا فإن الصيغة العربية" "محمَّد" والعبرية "ماحماد؛ ماحامود" هي مشتقة من أصل واحد ومن نفس الفعل أو الجذر وإنها بالرغم من الفروق البسيطة في التهجئة، فلها أساس ومعنى واحد مشترك، وعليه فلا يكون هناك مثقال ذرة من شك في ذلك (١).

د. اتخذ من الأحداث التاريخية شاهد صدق على ما يقوله، خاصة في قضية عهد الله مع إبراهيم عليه السلام وحق الابن الأكبر إسماعيل في وراثة عهد أبيه وحكمه وبالتالي يجب الإيمان بالحقائق الصادقة التالية:

١. أن إسماعيل هو الابن الأكبر الشرعى لأبيه إبراهيم.

٢. أن العهد المبرم بين الله وإبراهيم كان في نفس الوقت عهدًا مبرمًا بين الله وإسماعيل ذلك لأن العهد قد أبرم قبل ميلاد إسحاق. وغير ذلك من الحقائق التي ذكرها (٢).

والكتاب في جملته يعتبر إضافة حقيقية للمكتبة الإِسلامية يمتاز بعمق الدراسة والتحليل وحيوية المناقشة وروعة الفصل في كثير من القضايا المتنازع عليها في النصرانية خاصة في البشارات بالنبي الخاتم - صلى الله عليه وسلم -.


(١) محمَّد في الكتاب المقدس: ص ١٦٢ - ١٦٣.
(٢) المرجع السابق: ص ٥٧ - ٥٨.

<<  <   >  >>