للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وجاء في سفر التكوين أيضًا: أن لوطًا عليه السلام أخطأ مع ابنتيه بعد ما سقياه خمرًا" فحبلت ابنتا لوط من أبيهما، فولدت البكر ابنا ودعت اسمه "موآب" وهو أبو الموآبيين إلى اليوم، والصغيرة أيضًا ولدت ابنا اسمه بِنْ عَمِّي" وهو أبو بني عمون إلى اليوم" (١).

وفي نقد د/ السقا لهذا النص يقول:

("قوله إلى اليوم" يدل على الأيام" التي كان فيها كاتب التوراة، وهل يعقل على نبي كريم اصطفاه الله واجتباه أن يفعل هذا الفعل الذميم) (٢).

وبذلك استدل د/ السقا على أنه لو كان موسى عليه السلام هو الكاتب الحقيقى للتوراة لما وقع في هذا الخطأ المباشر بقوله: "إلى اليوم" ولما اتهم نبي الله لوطًا هذه الجريمة الشنعاء التى تقدح في عصمة الأنبياء وهل يليق بكتاب يدَّعون له القداسة وأنه منزل من عند الله أن يصف نبي من أنبياء الله بالزنا هذا ما لا يقبله عقل ولا يرضى به دين منزل من عند الله عز وجل.

وجاء في سفر التكوين أيضًا: عن الموضع الذي كان إبراهيم عليه السلام سيذبح فيه ولده إسماعيل (فدعا إبراهيم اسم ذلك الموضع "يَهْوَهْ يْرِأَه" حتى إنه يقال اليوم في "جبل الرب يُرَى") (٣).

يقول د/ السقا: (قوله: "حتى إنه يقال اليوم: في جبل يُرَى" يدل على أن الكاتب كتب بعد زمان حادثة الذبح، وبعد ما سمي ذلك الموضع بجبل الرب، وهو لم يسم بجبل الرب إلا في عهد داود عليه السلام) (٤).


(١) التكوين: (١٩/ ٣٦ - ٣٨) لوط وابنتاه.
(٢) نقد التوراة: د/السقا، ص ٦٢.
(٣) التكوين: (٢٢/ ١٤) - امتحان إبراهيم.
(٤) نقد التوراة ص ٦٢ وقد أشار العلامة الهندي والشيخ السقا إلى أكثر من آية فيها لفظ "إلى اليوم" مثل تكوين (٢٦/ ٢٣) وتكوين (٣٢/ ٣٢) وتكوين (٣٥/ ١٩ - ٢٠)، ويشوع: (٥/ ٩، ٨/ ٢٨، ٢٩، ١٠/ ٢٧ , ١٣/ ١٣، ١٤/ ١٤، ١٥/ ٣٦، ١٦/ ١٠ (انظر: إظهار الحق: ١/ ٢٢٩ الشاهد السابع عشر، وبين أنه لو كان مرسى عليه السلام هو الكاتب لقال إلي الأبد بدلا من "إلى اليوم" الذي يعتبر إشارة إلى زمن الكاتب الذي يكتب (انظر: نقد التوراة ص ٦٢، ٦٣ الأمثلة الخامس والسادس والسابع)، وانظر: إظهار الحق، ١/ ٢٢٤ الشاهد الثالث.

<<  <   >  >>