للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وهذا مردود؛ لأنه لم يلتزم الاستيعاب (١). ثمّ حكم ابن عبد البر مع ذلك بصحّته لتلقّي العلماء له بالقبول، فردّه من حيث الإِسناد، وقَبِلَه من حيث المعنى، وقد حكم بصحّة جملةٍ من الأحاديث لا تبلغ درجة هذا ولا تقاربه.

ورجّح ابن منده صحّته، وصَحَّحَه أيضًا ابن المنذر، وأبو محمّد البغوي (٢)، ومداره على صفوان بن سليم، عن سعيد بن سلمة، عن المغيرة بن أبي بردة، عن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى رسول الله -صلي الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله- صلى الله عليه وسلم -، إنا نركب البحر ونحمل معنا القليل من الماء، فإن توضأنا به عطشنا، أفنتوضأ بماء البحر؟ فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم -: "هو الطّهُورُ ماؤُه، الحِلُّ مَيتَتُه".

رواه عنه مالك وأبو أويس (٣)، قال الشّافعي (٤): في إسناد هذا الحديث من لا أعرفه.


(١) قاله ابن دقيق العيد في الإلمام (ص ٤/ رقم ١).
(٢) شرح السُّنة (رقم ٢٨١).
(٣) هو: عبد الله بن عبد الله بن أويس، وهو صدوق له أوهام، روايته في مسند الإِمام أحمد (رقم ٩٠٩٩) قال: أبو أويس، حدثنا صفوان بن سليم مولى حميد بن عبد الرّحمن بن عوف عن سعيد بن سلمة بن الأزرق المخزومي، عن أبي بردة بن عبد الله أحد بني عبد الدّار بن قصي، عن أبي هريرة. به.
وليس في قوله: "عن أبي بردة" مخالفة للإمام مالك إذ قال: "عن المغيرة بن أبي بردة"، فمالك سماه ونسبه إلى جده، وأبو أويس كناه، قال الحافظ ابن حجر في "إتحاف المهرة" (١٥/ ٦١٢). بعد نقله رواية أحمد هذه-: "وأبو بردة هو المغيرة بن أبي بردة، وهو أبو بردة المغيرة بن عبد الله بن أبي بردة، نسب في رواية مالك إلى جده، وسمي ونسب في رواية أبي أويس إلى أبيه، وكني".
(٤) معرفة السنن والآثار (١/ ١٣٢).