للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وهذا أصح من رواية: "إحداهن" من حيث الإسناد. والله أعلم.

وإذا تحررت هذه الطرق عرفت أن السياق الذي ساقه المؤلف لا يوجد في حديث واحد؛ لأن راوي "فليرقه" لم يتعرض فيها لذكر التراب، والروايات التي فيها ذكر التراب لم يذكر فيها الأمر بالإراقة.

[فائدة]

اللفظ بـ "أو" يحتمل/ (١) أن تكون من الراوي، ويحتمل أن تكون للإباحة بأمر الشارع، قال ابن دقيق العيد: الأول أقرب؛ لأنه لم يقل أحد بتعيين الأولى أو الأخيرة فقط، بل إما بتعيين الأولى، أو التخيير بين الجميع انتهى.

وليس كما قال؛ فقد قال الشَّافعي في البويطي: وإذا ولغ الكلب في الإناء غسل سبعا أولاهن أو أخراهن بالتراب، لا يطهره غير ذلك.

وكذا قال في "الأم" (٢) كما تَقَدَّم في أول "باب إزالة النجاسة"، ولكن الأول (٣) أقرب من جهة أخرى؛ لأن لفظ رواية الترمذي: "أُخراهنّ أو قال: أولَاهُنّ".

وهنا ظاهر في أته شك من الراوي، وكذا قرره البيهقي في "الخلافيات" أنها للشك (٤).


(١) [ق/٢٣].
(٢) انظر: الأم (١/ ٦).
(٣) في هامش "الأصل": "أي الشك".
(٤) انظر: الخلافيات (٣/ ٢٥)، ولم أجد فيه ما يدل على ما ذكره ابن حجر، بل قوله: "ويغسل من ولوغ الكلب سبع مرات إحداهن بالتراب. . ."، يدل على أن "أو" عنده للتخيير، وليست للشك. والله أعلم.