للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وقال ابن عبد البر (١): الذي استعاذ منه هو الذي لا يدرك معه القوت والكفاف، ولا يستقر معه في النفس غنى؛ لأنّ الغنى عنده - صلى الله عليه وسلم - غنى النّفس، وقد قال تعالى: {وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى} (٢). (٣) ولم يكن غناه أكثر من ادخاره قوت سنة لنفسه وعياله، وكان الغنى محلّه في قلبه، ثقةً بربّه وكان يستعيذ من فقر منسيّ، وغنًى مطغي. وفيه دليل على أن للغنى والفقر طرفَيْن مذمومَيْن، وبهذا تجتمع الأخبار في هذا المعنى.

١٨٨٢ - [٤٦٠٨]- حديث عائشة: ما مات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أُحِلَّ له النّساء اللاتي حُظِرْنَ عليه.

كذا وقع فيه. وقوله: "اللاتِي حُظِرْنَ عليه" مدرج في الحديث.

قال الشّافعي (٤): أخبرنا ابن عيينة، عن عمرو، عن عطاء، عن عائشة، قالت: ما مات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أُحِلّ له النّساء.

قال الشّافعي: كأنّها تعني: اللّاتي حُظِرْن عليه في قوله تعالى: {لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ} (٥) الآية.

وهكذا ساقه القاضي أبو الطيب عن الشّافعي. وأخرجه أحمد (٦)


(١) الاستذكار (٢/ ٥٢١ - ٥٢٢) باختصار.
(٢) [ق/ ٤٧٠].
(٣) [سورة الضحى، الآية ٨].
(٤) الأم للشافعي (ص ٢/ ١٤٠).
(٥) [سورة الأحزاب، الآية: ٥٢].
(٦) مسند الإِمام أحمد (٦/ ٤١).