للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وفي الاستدلال بالآية الأولى على ذلك نظر.

واستدل غيره بـ:

[٤٦٣٠]- حديث ابن عمر المخرّج في "الصحيح" (١) بلفظ: "إنّا أمّة أمِيّة لا نَكْتب وَلا نَحْسِب ... " الحديث.

وقال البغوي في "التهذيب": [قيل] (٢): كان يحسن الخط ولا يكتب، ويحسن الشعر ولا يقوله. والأصح: أنه كان لا يحسنهما, ولكن كان يميز بين جيد الشعر ورديئه. انتهى.

وادعى بعضهم: أنه صار يعلم الكتابة بعد أن كان لا يعلمها، وأن [عدم] (٣) معرفته كان بسبب المعجزة، لقوله تعالى: {وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ} (٤)، فلما نزل القرآن، واشتهر الإِسلام وكثر المسلمون، وظهرت المعجزة، وأمن الارتياب في ذلك، عَرَف حينئذ الكتابة. وقد روى ابن أبي شيبة وغيره من طريق (٥) مجالد، عن عون بن عبد الله، عن أبيه، قال: ما مات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى كتب وقرأ. قال مجالد: فذكرت ذلك للشعبي، فقال: صدق، قد سمعت أقواما يذكرون ذلك (٦).

انتهى. قال: وليس في الآية ما ينافي ذلك.


(١) صحيح البخاري (رقم ١٩١٣)، وصحيح مسلم (رقم ١٠٨٠).
(٢) في الأصل: "هل"، وهو خطأ، والمثبت من و "م" و "هـ".
(٣) في الأصل: "العلم" وصوابه من "م" و "هـ".
(٤) [العنكبوت، الآية ٤٨].
(٥) [ق/ ٤٧٣].
(٦) السنن الكبرى للبيهقي (٧/ ٤٢) وقال: "فهذا حديث منقطع، وفي رواته جماعة من الضعفاء والمجهولين. والله تعالى أعلم".