للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

صحة حديث معمر.

قال ابن القطان (١): وإنّما اتّجهت تخطئتهم حديثَ معمر؛ لأن أصحاب الزهري اختلفوا عليه، فقال مالك وجماعة عنه: بلغني، فذكره. وقال (٢) يونس عنه: عن عثمان بن محمّد بن أبي سويد.

وقيل: عن يونس، عنه، بلغني عن عثمان بن أبي سويد.

وقال شعيب: عنه، عن محمَّد بن أبي سويد.

ومنهم من رواه عن الزّهري قال: أسلم غيلان ... فلم يذكر واسطة. قال: فاستبعدوا أن يكون عند الزهري عن سالم عن ابن عمر مرفوعًا، ثم يحدّث به على تلك الوجوه الواهية، وهذا عندي غير مستبعَد. والله أعلم.

قلت: ومما يقوي نظر ابن القطان: أنّ الإمام أحمد أخرجه في "مسنده" (٣) عن ابن عليّة ومحمد بن [جعفر] (٤) جميعا: عن معمر، بالحديثين معا؛ حديثِه المرفوع، وحديثِه الموقوف على عمر، ولفظه: أن ابن سلمة الثقفي أسلم وتحته عشر نسوة، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اخْتَر مِنهُنّ أربعًا". فلما كان في عهد عمر طلّق نساءه، وقسم ماله بين بنيه، فبلغ ذلك عمر فقال: إني لأظن الشّيطان مما يسترق من السمع، سمع بموتك فقذفه في تفسك، وأعلمك أنك لا تمكث إلا قليلًا، وايْم الله، لتُرَاجعنّ نساءَك، ولَترجِعنّ مالَك، أو لأورثهن منك، ولآمُرنّ بقبرك فَيُرجَم كما رُجم قبر أبي رِغال.


(١) بيان الوهم والإيهام (٣/ ٤٩٨) وتصرّف المصنِّف في نقل كلامه تصرّفًا ظاهرًا.
(٢) [ق/٥٠٧].
(٣) مسند الإمام أحمد (٢/ ١٤، ٤٤، ٨٣).
(٤) في الأصل: (حفص)، وصوابه: "م" و "هـ".