للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وقال القاضي أبو الطيب في "تعليقه" نصّ في "كتاب السر" عن مالك على إباحته. ورواه عنه أهلُ مصر وأهل المغرب.

قلت: و"كتاب السر" وقفت عليه في كراسة لطيفة، من رواية الحارث بن مسكين، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن مالك، وهو يشتمل على نوادر من المسائل، وفيها كثير مما يتعلّق بالخلفاء، ولأجل هذا سمي كتابَ السرِّ (١)، وفيه هذه المسألة (٢). وقد رواه أحمد بن أسامة التجيبي، وهذّبه ورتبة على الأبواب، وأخرج له أشباهًا ونظائرَ في كلِّ باب. وروى فيه من طريق معن بن عيسى قال: سألت مالكا عنه؟ فقال: ما أعلم فيه تحريمًا.

وقال ابن رشد في كتاب "البيان والتحصيل في شرح العتبية": روى العتبي عن [ابن] (٣) القاسم، عن مالك أنه قال له. وقد سأله عن ذلك مُخْلِيًا (٤) به


(١) في الأصل: (بالسر)، وسقط لفظ (كتاب)، والمثبت من "م" و "هـ".
(٢) قال المناوي في (فيض القدير) (٦/ ٤) "وما نسب إلى مالك في كتاب السر من حل دبر الحليلة أنكره جمع".
وكتاب السر، يروى عن عبد الرحمن بن القاسم، ولا يصح عنه، قال الخليلي في الإرشاد (١/ ٤٠٤ - ٤٠٥): "يروى عن عبد الرحمن بن القاسم (كتاب السِّرِّ) لمالك، والحفاظ قالوا: لا يصحّ عن عبد الرّحمن أنّه روى ذلك؛ لأنه فيه أشياء ينزّه مالك عنها ... ".
ويقول القرطبي في تفسيره (٣/ ٩٣): " ... وحذّاقُ أصحابِ مالكٍ ومشايخُهم يُنكرون ذلك الكتاب، ومالكٌ أجلّ من أن يكون له كتابُ سِرٍّ".
وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره (١/ ٢٦٣): " ... وأكثر النّاس يُنكر أن يصحّ ذلك عن الإمام مالكٍ رحمه الله".
(٣) في الأصل: (أبي)، والمثبت من "م" و "هـ".
(٤) في "م": (مختليا).