للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قال البيهقي: هذا ضعيف، والحمل فيه على أبي شيبة.

قلت: أبو شيبة هو إبراهيم بن أبي بكر بن أبي شيبة، احتج به النسائي، ووثقه الناس، ومَنْ فوقه احتج بهم البخاري.

وأبو العباس الهمداني هو ابن عقدة (١) حافظ كبير، إنما تكلموا فيه بسبب المذهب، ولأمور أخرى ولم يُضَعَّف بسبب المتون أصلا. فالإسناد حسن.

فيجمع بينه وبين الأمر في حديث أبي هريرة: بأن الأمر على الندب، أو المراد بالغسل غسل الأيدي، كما صرح به في هذا.

قلت: ويؤيد أن الأمر فيه للندب ما روى الخطيب (٢) في ترجمة "محمد بن عبد الله المخرمي" من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: قال لي أبي: كتبت حديث عبيدالله، عن نافع، عن ابن عمر: كنا نغسل الميت؛ فمنا من يغتسل، ومنا من لا يغتسل؟ قال: قلت: لا. قال: في ذلك الجانب شاب يقال له محمد بن عبد الله، يحدث به عن أبي هشام المخزومي، عن وهيب، فاكتبه عنه.


(١) هو مع تقدّمه في الحفظ إلّا أنه ضعيف عندهم، قال ابن عدي في الكامل (١/ ٢٠٦): "وسمعت أبا بكر بن أبي غالب يقول: ابن عقدة لا يتديّن بالحديث؛ لأنّه كان يحمل شيوخًا بالكوفة على الكذب، يسوِّي لهم نسخةً، ويأمرهم أن يرووها، فكيف يتديّن بالحديث ويعلم أنّ هذه النسخ هو دَفَعها إليهم يرويها عنهم، وقد تبينا ذلك منه في غيرِ شيخ بالكوفة".
ثم إنّ خالد بن مخلد هو القطواني، وهو وإن احتجّ به البخاري، إلّا أنّ عنده مناكير وغرائب، كما قال الإمام أحمد. وانظر: الجرح والتعديل (٤/ ٣٥٤)، والضعفاء، للعقيلي (٢/ ١٥).
(٢) انظر: تاريخ بغداد (٥/ ٤٢٤).