الأستاذ بقسم علوم الحديث بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية
الحمد لله ربِّ العالمين والصّلاة والسّلام على أشرف الأنبياء والمرسلين.
وبعد: فإنّ كتاب "الوجيز" لأبي حامد الغزّالي (ت ٥٠٥ هـ) - رحمه الله - يُعدّ من المتون المهمّة في كتب الفقه، وفي كُتب المذهب الشّافعي على وَجْهٍ أخصّ فَقد غَطّى على كتاب "المهذَّب" للشِّيرازي - رحمه الله -. ولقي كتابُ "الوجيز" العنايةَ الكبيرةَ وبخاصَّةِ بعد ما شَرحه الإمامُ أبو القاسم عبد الكريم بن محمّد الرّافعي (ت ٦٢٣ هـ) - رحمه الله -؛ فُخِدم شرحاً وتعليقاً وتعقيباً، ثمّ خُدم- كثيراً تخريجاً.
ومن أشهر كُتُب التّخريج لأحاديثه كتابي "البدر المنير .. " للحافظ سراج الدين عمر بن علي المعروف بابن الملقِّن (ت ٨٠٤) - رحمه الله -، وكتاب "التمييز في تلخيص أحاديث شرح الوجيز"، والمطبوع باسم "التلخيص الحبير" للحافظ ابن حجر العسقلاني (ت ٨٥٢ هـ) - رحمه الله -.
وهذا الأخير -أعني كتاب الحافظ ابن حجر- قد طُبعَ مراراً كلها باسم "التلخيص الحبير"، فَنُسي، بل جُهِل اسمُ الكتاب الصّحيح الذي سمَّاه به مؤلِّفه، والّذي هو المعَبِّر عمّا في مضمون الكتاب، ثمّ هو لم يُخدَم في تلك الطّبعات خدمةً جيدة محرَّرة لمسائله، ومبيِّنة لفوائده، فيسر الله لتلميذي النّبيه الشيخ الدّكتور محمَّد الثاني بن عمر بن موسى الكنويّ المتخرِّج في كلية الحديث الشّريف قِسْم علوم الحديث بالجامعة الإِسلاميّة بالمدينة النبويّة أنْ