للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حَالَتْ مَعَارِفُهُم إِلَى إِنْكَارِ … وَغَدَا الخَمِيسُ لَهُمْ بِيَومِ بَوَارِ

وَتَقَاطَعُوا وَتَدَابَرُوا وَتَنَافَرُوا … وَتَلَاعَنُوا فِيها كَأَهْلِ النَّار

وَأَتَوْكَ بَيْنَ مُعَذِّرٍ فِي عُذْرِهِ … خَجِلٍ وَبَيْنَ مُصَرِّحِ الإِقْرَارِ

وَتَزعْزَعَتْ تِلْكَ الرِّمَاحُ فَصَوَّرَتْ … رَكْنَ المُقَطَّمَ فِي حَفِير هَارِ

طَلَعَتْ نُجُومٌ فِي الرِّمَاحِ بُرُوجُها … فَسَقَطْنَ إِذْ طَلَعَتْ نُجُومُ قُدَارِ

لَمَّا انْجَلَى الغُبَارُ رَأَيتُهُمْ … صَرْعَى وَقَدْ لَبِسُوا بَرِيمَ غُبَارِ

فاسعَدْ بِنَصْرِ للهِ أو الفَتْحِ الَّذي … عَظُمَتْ بِهِ النُّعْمَى عَلَى الأَبْرَارِ

ودخل دَمْيانة فِي مراكبه إلى الفُسطاط، وأقبل عيسى النُّوشَري، والحسين بْن أحمد الماذَرائيّ، ومن كَانَ معهم إلى الفُسطاط، فدخلوها لخمس خلونَ من رجب سنة ثلاث وتسعين ومائتين، فعاد عيسى النُّوشَرِي إلى ما كَانَ عَلَيْهِ من الخَراج، وعاد يوسف بْن إسرائيل إلى الفُسطاط، وأتى تريك إلى عيسى النُّوشَرِي، فخبّره بأن ابن الخَليج عنده.

فهجم عَلَيْهِ، فأُخِذ وقُيّد وذلك يوم الإثنين لستّ خلونَ من رجب، فجميع ما أقامه ابن الخَلِيج منتزيًا عَلَى الفُسطاط سبعة أشهر وعشرين يومًا.

قَالَ الحسني للحسين بْن أحمد الماذَرائيّ:

إِلَيْكِ مِنَ الإِكْثَارِ لَا تَتَزَيِّدِي … فَمَا الْفَتْحُ إِلَّا لِلْحُسَيْن بنِ أَحْمَدَ

وَلَمَّا تَمَادَى ابْنُ الخَلِيجِ بِغَيِّهِ … وَكَانَ لِسُبُلِ الهُدَى غَيْرَ مُرْشَدِ

أَخَذْتَ عَلَيْهِ الأَرْضَ مِنْ كُلِّ وِجْهَةٍ … وَطَالَعْتَهُ بالحَتْفِ مِنْ كُلِّ مَرْصَدِ

<<  <   >  >>