لَبِسُوا بَعْدَ التَّبَابِينِ … نَفِيسَاتِ الْبُرُودِ
لَازَمُوا الْمَسْجِدَ ضُلَّالا … مِنَ الأَمْرِ الرَّشِيدِ
لِحوَانِيتٍ بَنَوْهَا … بِفِنَا كُلِّ عَمُودِ
وَتَسَمَّوْا وَتَكَنَّوْا … بَعْدَ جَرْجَهْ وَشَنُودِ
وَأَلَاحُوا بِجِبَاهٍ … مِنْ نِطَاحِ الْحُصر سُودِ
تَحْتَ أَمْيَالٍ طِوَالٍ … كَبَرَاطِيلِ الْيَهُودِ
نَصَبُوهَا كالمْقَاعِيدِ … عَلَى رُءُوسِ الْقُرُودِ
وَتَرَاهُمْ لِلْوَصَايا … وَعَدَالَاتِ الشُّهُودِ
فِي مِراءٍ وَجِدَالٍ … وَقِيَامٍ وَقُعُودِ
وَخُشُوعٍ وَابْتِهَال … وَرُكُوعٍ وَسُجُودِ
وَعَلَى الْقِسْمَةِ أَضْرَى … مِنْ تَمَاسِيحِ الصَّعِيدِ
وَأَشَارُوا لِلْهَدَايَا … بِأَبي عَبْدِ الحَمِيدِ
حَدَّثَنَا محمد بْن يوسف، قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بْن عَبْد الصَّمَد، عَنْ أَبِي خَيْثمة عليّ بْن عمرو بْن خَالِد، عَنْ أبيه، قَالَ: " كَانَ من أحسن ما عمِله لَهِيعة فِي ولايته، أن قضى فِي أحباس مِصر كلّها، فلم يُبقِ منها حُبسًا حتى حكم فِيهِ، إِمَا ببينة ثبتت عنده، وإِمَّا بإِقرار أهل الحُبس.
قَالَ: فذكرتُ ذَلكَ لَهُ يومًا، وقلت لَهُ: لقد أحسن القاضي فيما فعل من ذَلكَ.
فقال لي: يا أَبَا الْحَسَن، كُنتُ أُحبّ ذَلكَ من زمان، وسأَلت اللَّه أن يُبلغني الحُكم فيها، فلم أترك شيئًا منها حتى حكمت فِيهِ، وجدَّدتُ الشَّهادة بِهِ "
حَدَّثَنَا محمد بْن يوسف، قَالَ: حَدَّثَنِي إبراهيم بْن مطروح، قَالَ: حَدَّثَنَا عيسى بْن لَهِيعة، أن أَبَاهُ «حكم فِي أحباس مِصر كلها، وجدّدها ما كَانَ فِي أيادي القُضاة منها، وما كَانَ فِي أيدي أهلها»
حَدَّثَنَا محمد بْن يوسف، قَالَ: حَدَّثَنَا عاصم بْن رازح، قَالَ: سَمِعْتُ نصر بْن نصر، يَقُولُ: سَمِعْتُ لَهِيعة بْن عيسى القاضي، يَقُولُ: «أَنَا تاسع تسعة وَلُوا قضاء مِصر من حَضْرَ مَوت»