أدرك الكبار، وطال عمره، وعلا سنده، وتكاثر عليه الطلبة، وجمع وصنف، ووثق وضعف، وسارت بتصانيفه الركبان، وخضع لعلمه علماء الزمان، وفاته السماع من أبيه الإمام أبي محمد، من أهل قرطبة، طلب بها، وتفقه عند أبي عمر بن المكوى، ولزم أبا الوليد ابن الفرضي الحافظ وعنه أخذ كثيراً من علم الرجال والحديث وهذا الفن كان الغالب عليه، وكان قائماً بعلم القرآن، رحل عن وطنه قرطبة في الفتنة فكان بغرب الأندلس، ثم تحول منها إلى شرق الأندلس فتردد فيه ما بين دانية وبلنسية وشاطبة، من تصانيفه: كتاب التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد، الاستذكار لمذاهب علماء الأمصار فيما تضمنه الموطأ من معاني الرأي والآثار، وكتاب الاستيعاب لأسماء الصحابة، وكتاب جامع بيان العلم، وكتاب الانتقاء في فضائل الثلاثة الفقهاء مالك والشافعي، وأبي حنيفة - رضي الله عنهم -، وغيرها. توفي بشاطبة سنة ٤٦٣ هـ. [يُنظر: ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك، عياض بن موسى بن عياض السبتي، (٨/ ١٢٧). و: سير أعلام النبلاء، (١٨/ ١٥٣)]. (٢) هو: أبو الحجاج، مجاهد بن جبر، مولى قيس بن السائب المخزومي، ، المكي، الأسود، شيخ القراء والمفسرين، قال: عرضت القرآن ثلاث عرضات على ابن عباس، أقفه عند كل آية، أسأله فيم نزلت؟ وكيف كانت؟ قال ابن سعد: وكان فقيها عالما ثقة كثير الحديث.
[يُنظر: الطبقات الكبرى، (٥/ ٤٦٦). و: سير أعلام النبلاء، (٤/ ٤٤٩)] (٣) جامع بيان العلم وفضله، يوسف بن عبدالبر النمري، (٩٢٦). وقال عن الأثر: صحيح إن شاء الله.