للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال في (تلبيس إبليس): «والفقيه من نظر في الأسباب والنتائج وتأمل المقاصد، فإن النظر إلى الأمرد (١) مباح، إن أمن ثوران الشهوة فإن لم يؤمن لم يجز ... فتأمل هذه القاعدة» (٢).

- قاعدة «النظر للأزمنة والأشخاص - لا من حيث أصل شرعي - أمر جاهلي» (٣):

وهي قاعدة تستلزم عدم التسليم المطلق بالصواب لكل قول سابق لمجرد أنه سابق، وتستلزم النظر إلى ذات القول لا إلى قائله، وفي هذا السياق يقول المبرّد (٤): «وليس لقدم العهد يُفضَّل القائل، ولا لِحِدْثان عهد يُهتضمُ المُصيب، ولكن يُعطى كلٌّ ما يستحق» (٥). وقال ابن مالك (٦): «وإذا كانت العلوم منحًا إلهية، ومواهب اختصاصية،


(١) «الأمرد: الشاب الذي بلغ خروج لحيته وطرّ شاربه ولم تبد لحيته». [لسان العرب، (١٤/ ٥٠)، مادة (مرد). ويُنظر: معجم مقاييس اللغة، (٥/ ٣١٧)، مادة (مرد). و: معجم الفقهاء، (٨٩)].
(٢) عبد الرحمن بن علي بن الجوزي، (٢١٥).
(٣) قواعد التصوف على وجه يجمع بين الشريعة والحقيقة ويصل الأصول والفقه بالطريقة، أحمد بن أحمد البرنسي المشهور بزروق، (٢٠١)، قاعدة (١٤٩). وساق الأدلة عليها.
(٤) هو: أبو العباس، محمد بن يزيد بن عبد الأكبر، الثمالي، الأزدي، البصري، النحوي، الإخباري، المعروف بالمبرد، إمام النحو، أخذ الأدب عن أبي عثمان المازني وأبي حاتم السجستاني، وأخذ عنه نفطويه وغيره من الأئمة، وله التواليف النافعة في الأدب: منها كتاب الكامل، وكتاب الروضة، والمقتضب. توفي ببغداد سنة ٢٨٦ هـ.
[يُنظر: سير أعلام النبلاء، (١٣/ ٥٧٦). و: وفيات الأعيان، (٤/ ٣١٣)].
(٥) الكامل، محمد بن يزيد المبرد، (١/ ٤٣).
(٦) هو: أبو عبد الله، محمد بن عبد الله بن عبد الله بن مالك الطائي الجياني، المالكي حين كان بالمغرب، الشافعي حين انتقل إلى المشرق، جمال الدين، صاحب التصانيف السائرة، أخذ العربية عن غير واحد، وكان إماما في اللغة إماما في حفظ الشواهد وضبطها إماما في القراءات وعللها،
وكان نظم الشعر عليه سهلاً رجزه وطويله وبسيطه، من تصانيفه: تسهيل الفوائد، الكافية الشافية، وشرحها، ومختصرها الخلاصة، ولامية الأفعال، عدّة اللافظ وعمدة الحافظ، وإعراب مشكل البخاري، وغيرها. توفي سنة ٦٧٢ هـ.
[طبقات الشافعية الكبرى، (٨/ ٦٧). و: نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب، أحمد بن المقري التلمساني، (٢/ ٢٢٢)].

<<  <   >  >>