للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذه نماذج تطبيقية للتعيير ببعض العلوم المكتسبة الأخرى، وبأقوال أهل الخبرة فيها:

النموذج الأول: التعيير بعلوم القرآن.

والمراد بعلوم القرآن: العلوم التي تتناول الأبحاث المتعلقة بالقرآن من حيث معرفة أسباب النزول، وجمع القرآن وترتيبه، ومعرفة المكي والمدني، والناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه، إلى غير ذلك مما له صلة بالقرآن. وقد تسمى هذه العلوم بـ (أصول التفسير): لأنها تتناول المباحث التي لا بد للمفسر من معرفتها للاستناد إليها في تفسير القرآن (١).

ومن تطبيقات التعيير بعلوم القرآن:

جاء في (أضواء البيان): الاستدراكُ على حكم الشافعية باستحباب التكبير عند رؤية الهدي أو شيئًا من بهيمة الأنعام في العشر الأول من ذي الحجة (٢)، وذلك عند الكلام على الآية: {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ} (٣)، حيث قال: «وتفسيرهم ذكر اسم الله عليها بأن معناه: أن من رأى هديًا أو شيئاً من بهيمة الأنعام في العشر استحب له أن يكبر، وأن ذلك التكبير هو ذكر الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام، ظاهر السقوط كما ترى؛ لأنه مخالف لتفسير عامة المفسرين للآية الكريمة. والتحقيق في تفسيرها ما هو مشهور عند عامة أهل التفسير، وهو ذكر اسم الله عليها عند التذكية، كما دل عليه قوله بعده مقترناً به: {فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ} (٤)، وقوله: {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ} (٥)، وقوله: {وَمَا لَكُمْ أَلَّا تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ} (٦)» (٧).


(١) يُنظر: مباحث في علوم القرآن، مناع القطان، (١٦).
(٢) نقله النووي في: المجموع، (٨/ ٢١٤).
(٣) الحج: ٢٨.
(٤) الحج: ٢٨.
(٥) الأنعام: ١٢١.
(٦) الأنعام: ١١٩.
(٧) (٥/ ٥٠٠).

<<  <   >  >>