للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فاستدراكه على حكم الاستحباب في المسألة عيّره بقول عامة أهل التفسير - وهم أهل الخبرة - وأنه هذا الحكم مُخالف لمُقتضى التفسير المشهور.

ومن جهة أخرى فإن تمام الآية يدل على معنى التذكية، لذكر الأكل منها والإطعام، وهو من أنواع البيان في تفسير القرآن بالقرآن، الذي قرره المصنف في أول الكتاب (١).

ومن جهة ثالثة فإن تفسير ذكر اسم الله على الأنعام بنفس المعنى الذي جاءت به الآيات المُشابهة أولى، وهو من تفسير القرآن بالقرآن الذي أجمع العلماء على شرفه؛ لأنه لا أعلم بمعنى كلام الله تعالى من الله جل وعلا (٢).

النموذج الثاني: التعيير بعلوم الحديث.

وفي تعريف علوم الحديث يقسمه علماء مصطلح الحديث إلى قسمين:

- علم الحديث رواية، وهو: علم يشتمل على أقوال النبي - صلى الله عليه وسلم - وأفعاله وتقريراته وصفاته، وروايتها وضبطها، وتحرير ألفاظها. وبعض أهل الحديث يضيف: (أو الصحابي أو التابعي).

- علم الحديث دراية، وهو: علم بقوانين يعرف بها أحوال السند والمتن (٣).

ومن تطبيقات التعيير بعلوم الحديث:

في مسألة مقدار أقل المهر، واستدلال الحنفية عليه بأثر جابر - رضي الله عنه -: أنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا مهر أقل من عشرة دراهم» (٤)، جاء في (ظفر الأماني): «المختار في


(١) (١/ ١٣).
(٢) يُنظر: أضواء البيان، (١/ ٥).
(٣) يُنظر: منهج النقد في علوم الحديث، نور الدين عتر، (٣٠ - ٣٢).
(٤) وهو ضعيف لا يثبت، وروي موقوفًا عن علي - رضي الله عنه - وهو ضعيف أيضًا. يُنظر: السنن الصغرى، البيهقي، (٣/ ٧٤)، رقم (٢٥٤٤). و: التمهيد، (١٢/ ١١٥). و: الدراية في تخريج أحاديث الهداية، أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، (٢/ ٦٣).

<<  <   >  >>