للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المطلب الثاني: الاستدراك على محمول القضية الفقهية، وتطبيقاته.

محمول القضية الفقهية هو الحكم المنسوب إلى موضوعها.

وهو كثير جدًّا؛ لأن مقصد الفقه الأول معرفة حكم الله تعالى، والاستدراكات على الموضوع والمنظوم خادمة لهذا المقصد.

تطبيقاته:

النموذج الأول:

«أن عَائِشَةَ - رضي الله عنها - بلغها أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو (١) يَأْمُرُ النِّسَاءَ إِذَا اغْتَسَلْنَ أَنْ يَنْقُضْنَ رُءُوسَهُنَّ. فَقَالَتْ: يَا عَجَبًا لاِبْنِ عَمْرٍو هَذَا! يَأْمُرُ النِّسَاءَ إِذَا اغْتَسَلْنَ أَنْ يَنْقُضْنَ رُءُوسَهُنَّ، أَفَلاَ يَأْمُرُهُنَّ أَنْ يَحْلِقْنَ رُءُوسَهُنَّ؟ ! لَقَدْ كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ، وَلاَ أَزِيدُ عَلَى أَنْ أُفْرِغَ عَلَى رَأْسِي ثَلاَثَ إِفْرَاغَاتٍ» (٢).

تحليل الاستدراك:

استدركت عائشة - رضي الله عنها - على عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - في فتواه بوجوب نقض الشعر عند الغسل، فخطّأته في هذا المحمول (وهو الوجوب)؛ بما استدلت به من حالها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.


(١) هو: أبو محمد، وقيل أبو عبد الرحمن، عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم القرشي السهمي. وكان أصغر من أبيه باثنتي عشرة سنة، أسلم قبل أبيه، وكان فاضلاً عالمًا، هاجر بعد سنة سبع، وشهد بعض المغازي، قرأ القرآن والكتب المتقدمة، وكتب الكثير بإذن النبي - صلى الله عليه وسلم - وترخيصه له في الكتابة بعد كراهيته للصحابة أن كتبوا عنه سوى القرآن، توفي سنة ٦٥ هـ
[يُنظر: أسد الغابة، (٣/ ٣٥٦). و: سير أعلام النبلاء، (٣/ ٧٩)].
(٢) رواه مسلم، (١٦٠)، ك الحيض، ب حكم ضفائر المغتسلة، رقم (٥٩ - ٣٣١).

<<  <   >  >>