للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

النموذج الرابع: الاستدراك على هيئات اللباس.

ذكر في (تلبيس إبليس): أنه «قد روى إسحاق بن إبراهيم بن هانئ (١) قال: دخلتُ يومًا على أبي عبد الله أحمد بن حنبل، وعليَّ قميص أسفل من الركبة وفوق الساق، فقال: أي شيء هذا؟ ! وأنكره، وقال: هذا بالمرة لا ينبغي» (٢).

فالاستدراك هنا على هيئة اللباس؛ لما فيها من التشهير.

النموذج الخامس: الاستدراك على اعتقاد تفضيل التعبد على العلم.

في (تلبيس إبليس): «فأول تلبيسه عليهم إيثارهم التعبد على العلم، والعلم أفضل النوافل، فأراهم أن المقصود من العلم العمل. وما فهموا من العمل إلا عمل الجوارح، وما علموا أن العمل عمل القلب أفضل من عمل الجوارح» (٣).

النموذج السادس: الاستدراك على الانحرافات الفكرية بشأن الزهد.

في (تلبيس إبليس): «وقد كان رجل يقول: أنا لا آكل الخبيص (٤) لأني لا أقوم بشكره. فقال الحسن البصري: هذا رجل أحمق، وهل يقوم بشكر الماء البارد؟ ! » (٥).

النموذج السابع: الاستدراك على بعض ألفاظ المتصوفة.

في (قواعد الأحكام): «واعلم أنه ليس من أدب السماع أن تُشبّه غلبة المحبة بالسكر من الخمر؛ فإنه سوء أدب؛ لأن الخمر أم الخبائث، فلا يُشَبَّه ما أحبه الله بما أبغضه وقضى بخبثه ... وكذلك التشبيه بالخصر والردف ونحو ذلك من التشبيهات.

ولقد كُرِه لبعضهم قوله: أنتم روحي، وحبُّكم راحتي. ولبعضهم قوله: فأنت السمع والبصر؛ لأنه شبّه من لا شبيه له بروحه الخسيسة وسمعه وبصره اللذين لا قدْر لهما. ولهم ألفاظ يُطلقونها يستعظمها سامعها» (٦).


(١) هو نفسه النيسابوري (ت ٢٧٥ هـ)، وقد تقدمت ترجمته.
(٢) (١٩٨).
(٣) (١٣٠).
(٤) حلواء معروف، وهو معمول من التمر والسمن. [يُنظر: تاج العروس، (١٧/ ٥٤٢) مادة خبص]
(٥) (١٤٦).
(٦) (٢/ ٣٥٦).

<<  <   >  >>