للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المسألة الثالثة: جوانب الشبه والاختلاف بين التنقيح والاستدراك الفقهي.

من التعريف، ومما ظهر لي من تصرفات الفقهاء يظهر أن التنقيح نوع من الاستدراك في غير حذف الزيادات المفيدة، فإنه ليس باستدراك، وسبب حذفها هو حال الفئة المستهدفة من تأليف التنقيح، كأن تكون فئة أقل مرتبة، أو لا تعنيها هذه الزوائد في عملها.

مثال الحالة الأولى: (التنقيح المُشبع) الذي هو اختصار (للإنصاف)، فإنه وإن اقتصر فيه على القول الراجح في المذهب، إلا أنه لا يُغني عن (الإنصاف) في التعرف على الروايات الأخرى للمذهب وتحرير الكلام فيها.

ومثال الحالة الثانية: (تنقيح الفصول في اختصار المحصول) (١)، قال عنه مؤلفه: « ... ولم أتعرض فيها (٢) لبيان مدارك الأصول، فإن ذلك من وظيفة الأصولي لا من وظائف الفقيه، فإن مقدمات كل علم توجد فيه مسلمة، فمن أراد ذلك فعليه بكتبه» (٣).


(١) لأحمد بن إدريس القرافي.
(٢) أي القواعد الأصولية المكتوبة في التنقيح.
(٣) الذخيرة، أحمد بن إدريس القرافي، (١/ ٥٥).

<<  <   >  >>