للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المطلب الثاني: التنكيت.

لمناقشة نواحي الشبه والاختلاف بين التنكيت والاستدراك الفقهي، يلزم - قبلها - التعرُّض لحقيقة التنكيت في اللغة والاصطلاح، وعليه فيتم البحث هنا في ثلاث مسائل على النحو التالي:

المسألة الأولى: حقيقة التنكيت لغة.

تُفيدنا المعاجم بمعنيين بارزين لمادة (نكت):

المعنى الأول: تأثيرٌ يسيرٌ في الشيء.

وعلى هذا المعنى النّكْتُ في الأرض بقضيب؛ لأنه يؤثِّر بطرفه فيها (١). ومنه (النُّكْتة) كالنُّقطة وزنًا ومعنى، وهي شبه وسخ في المرآة والسيف ونحوهما، والنُّقطة السوداء في شيء صافٍ، وكلُّ نَقْطٍ في شيء خالف لونه: نكْتٌ (٢).

المعنى الثاني: الإلقاء.

وعلى هذا المعنى قولك: نكَت كنانته، أي ألقاها ونكبها. وطعنه فنكته على رأسه: أي ألقاه (٣).

وفي (مقاييس اللغة) أنّ قولك: «نكتُّه، إذا ألقيتَه على رأسه فانْتَكَت» لعله «من أثرٍ يؤثِّره في الأرض»، وجعله مما يُقاس على المعنى الأول (٤).


(١) يُنظر مادة (نكت) من: الصحاح، (١/ ٢٦٩). و: لسان العرب، (٤٥٣٦). و: النهاية في غريب الحديث والأثر، (٥/ ١١٣). و: القاموس المحيط، (١٤٩).
(٢) يُنظر مادة (نكت) في: كتاب العين، الخليل بن أحمد الفراهيدي، (٥/ ٣٣٩). و: الصحاح، (١/ ٢٦٩). و: لسان العرب، (٤٥٣٦). و: أساس البلاغة، (٢/ ٣٠٣). و: تاج العروس، (٥/ ١٢٨، ١٢٩).
(٣) يُنظر مادة (نكت) من: الصحاح، (١/ ٢٦٩). و: لسان العرب، (٤٥٣٦). و: النهاية في غريب الحديث والأثر، (٥/ ١١٣). و: أساس البلاغة، (٢/ ٣٠٣). و: تاج العروس، (٥/ ١٢٩).
(٤) يُنظر: معجم مقاييس اللغة، (٥/ ٤٧٥)، مادة (نكت).

<<  <   >  >>