والأركان جمع رُكن، والركن هو ما لا يقوم الشيء إلا به، فهو جزء الذات (١).
وقد سبق تعريف الاستدراك الفقهي في الفصل الأول من هذا الباب، ومن خلاله تتبين أركان الاستدراك الفقهي، وهي ثلاثة أركان:
١ - المستدرَك عليه: وهو العمل السابق أو المقدّر الذي يرى فيه المستدرِكُ محلاًّ للتلافي. ويُطلقُ على عامل العمل أيضًا؛ لأنه لازمه.
٢ - الخلل: وهو الباعثُ على الاستدراك، وهو المُتلافى حقيقةً في عمل موجود، أو تقديرًا في عمل مُقدّر. وهو على جنسين:
- عدمُ النفع الداعي إلى إنشائه.
- أو نقصُه الداعي إلى تكميله.
وهذا الخلل هو الذي يُحدِّد غرضَ المستدرِك من استدراكه.
٣ - المستدرَك: وهو المعنى الذي يحصل به التلافي - في نظر المُستدرِك - يُصاغُ في عمل فقهي لإبرازه، وهو على جنسين:
- نفعٌ يُنشَأ، وذلك عندما يكون الخلل الموجود أو المقدّر لم يُقدّم نفعًا في محلّه، في نظر المستدرِك.
- نفعٌ مُكمِّلٌ، وذلك عندما يكون الخلل الموجود أو المقدّر ناقص النفع في محله، في نظر المستدرِك.
ويُطلَقُ لفظ (المستدرَك) على ذات المعنى الموجود في الذهن، بحيث يعبَّر عنه بأي لفظٍ يدلّ عليه، ويُطلق على الصيغة التي أبرزتْ هذا الاستدراك.
ولا يبدو لي أن المستدرِك من الأركان؛ لعدم دخوله في ماهية الاستدراك، وإنما هو لازم لها، خارج عنها، كالقائس في القياس، ليس ركنًا فيه، والخطب يسير - إن شاء الله -.
(١) يُنظر: معجم لغة الفقهاء، (١٧٢). و: نشر البنود، (١/ ٣٥).