كتاب الاستدراك الفقهي تأصيلا وتطبيقا

المطلب الثالث: الاستدراك على الاجتهاد في الاستدلال، وتطبيقاته - المسألة الثانية: الاستدراك التفصيلي على الاجتهاد في الاستدلال، وتطبيقاته - ص: 200

(المدونة) أو غيرها للحديث، فلا دليل فيه على العمل أصلاً، بل هي دعوى، وإلى الله المشتكى» (١).

تحليل الاستدراك:

فصاحب (الفكر السامي) يستدرك على بعض متأخري المالكية طريقةَ استثمارهم لدليل عمل أهل المدينة بحيث صار إلى الدعوى أمام ثبوت الأحاديث بغير ما هم عليه.

المسألة الثانية: الاستدراك التفصيلي على الاجتهاد في الاستدلال، وتطبيقاته.

والمقصود بهذا النوع: تلافي خلل في كيفية استثمار دليل جزئي، بعمل فقهي؛ لإنشاء نفع أو تكميله في نظر المتلافي.

تطبيقاته:

النموذج الأول:

حكى المازري (٢)

أن بعض أهل العلم (٣) يرى مشروعية استسقاء المخصبين للمجدبين، مستدلين بأدلة، وهي: قوله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى} (٤)،

---

(١) (٢/ ١٦٩).
(٢) هو: أبو عبد الله، محمد بن علي بن عمر بن محمد التميمي المازري المالكي، الإمام العلامة المتفنن، كان أحد الأذكياء الموصوفين، والأئمة المتبحرين، وكان بصيرا بعلم الحديث، وله تواليف في الأدب، وأقبل على تعلم الطب حتى فاق فيه، وكان ممن يفتي فيه كما يفتي في الفقه، من تصانيفه: المعلم بفوائد شرح مسلم، وإيضاح المحصول، وله شرح على التلقين لعبد الوهاب، توفي سنة ٥٣٦ هـ

[يُنظر: سير أعلام النبلاء، (٢٠/ ١٠٤). و: الديباج المذهب مع نيل الابتهاج، (٢٧٩)].
(٣) هكذا حكاه ولم ينسبه.
(٤) المائدة: ٢