للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذا غلط على المذهب، منشؤه الغلط في نقل الرواية، وقد ذكر القاضي في موضع آخر المذهب كما حكيناه، ولعل سببه أن النسخة التي نقل منها رواية حرب كان فيها غلط، فإني نقلت رواية حرب من أصل متقن قديم من أصح الأصول، وكذلك ذكرها أبو بكر (١) في الشافي» (٢).

تحليل الاستدراك:

يستدرك ابن تيمية على نسبة قول للإمام أحمد، منشأ الغلط فيها هو الخلل في نقل الرواية، حيث خالفت الأصول المتقنة الصحيحة التي تقضي بخلاف هذا النقل.

المظهر الثاني: الاستدراك الفقهي على التقعيد والتأصيل، وتطبيقاته.

والتقعيد مصدر من (قعّد) (٣)، وقعّد المسألة صيَّرها ذاتَ قاعدة (٤).

والمقصود بالقاعدة هنا معناها الخاص في العلوم الفقهية، وهي التي تُبحث في علم (القواعد الفقهية)، ومعناها: «قضية كلية فقهية منطبقة على فروع من أبواب» (٥).


(١) هو: أبو بكر، أحمد بن محمد بن هارون، المعروف بالخلال، كَانَ شُيُوخ الْمَذْهَب يشْهدُونَ لَهُ بِالْفَضْلِ والتقدم، لَهُ: الْجَامِع، والعلل، وَالسّنة، والطبقات، وَتَفْسِير الْغَرِيب، وَالْأَدب، وأخلاق أَحْمد. توفي سنة ٣١١ هـ.
[يُنظر: طبقات الحنابلة، (٢/ ١١). و: المقصد الأرشد، (١/ ١٦٦)].
(٢) شرح العمدة في بيان مناسك الحج والعمرة لشيخ الإسلام ابن تيمية - دراسة وتحقيق، صالح بن محمد الحسن، (٧/ ٣٥٠ - ٣٥١).
(٣) في: لامية الأفعال لابن مالك المطبوع مع احمرار وطرة ابن زين: « ... وفَعَّل اجعلْ له التفْعِيلَ حيث خلا». [(١٠٠)]
(٤) والتصيير من معاني (فعّل)، جاء في: لامية الأفعال لابن مالك المطبوع مع احمرار وطرة ابن زين: «كَثِّر بفَعَّل صيِّرْ اختصرْ وأَزِلْ ... ». [(٦٧)]
(٥) هذا التعريف الذي توصل إليه الباحث/ محمد بن عبد الله السواط في كتابه: القواعد والضوابط الفقهية عند ابن تيمية في فقه الأسرة، (١/ ٩٢).
وللاطلاع على الاختلاف في كون القاعدة الفقهية كلية أو أغلبية يُنظر: الوجيز في إيضاح قواعد الفقه الكلية، البورنو، (١٤ - ١٨). و: رسالة السواط الآنفة الذكر، (١/ ٨٥ - ٩٣).

<<  <   >  >>