للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مدخل في بيان جملة من أسباب الخطأ في الأعمال المُستدرَك عليها.

لم يقف اهتمام المستدركين على تلافي الأخطاء، بل بيّنوا أسباب الخطأ الذي وقع لأجله الاستدراك؛ ليُتلافى الوقوع في مثل ما وقع الاستدراك عليه قدْر المُستطاع من جهة، ولبذل العذر للمستدرَك عليه من جهة أخرى (١).

وهذه الأسباب منها ما يعود للخلل في المنهجية العلمية، ومنها أسباب تعود للطبيعة البشرية.

فمن الأسباب العائدة إلى الخلل في المنهجية العلمية:

١ - الاختصار المُخل في نصوص المسائل الفقهية.

قال صاحب (الفكر السامي) عن المُختصِرين: «وفكرتهم هذه مبنية على مقصدين، وهما: تقليل الألفاظ تيسيرًا على مريد الحفظ، وجمع ما هو في كتب المذهب من الفروع؛ ليكون أجمع للمسائل، وكل منهما مقصد حسن لولا حصول المبالغة في الاختصار التي نشأت عنها أضرار ... بل حتى الشُّراح اختصر بعضهم بعضًا فوقع لهم ذلك الغلط، وكم في شروح التتائي والأجهوري والزرقاني والخرشي من ذلك؛ حتى


(١) كتب في مُجمل أسباب الغلط في نقل المذاهب:
* شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى، (٢٠/ ١٨٤).
* الشيخ د. بكر أبو زيد في المدخل المفصل، (١/ ١١٩، وما بعدها). و: كشف الجلة عن الغلط على الأئمة.
* الباحث/ إبراهيم بن عبد العزيز الغنام في: استدراكات ابن تيمية فيما نسب إلى الإمام أحمد في العبادات، إشراف/ د. يوسف الشبيلي، المعهد العالي للقضاء، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ١٤٢٥ هـ، (٤٩ وما بعدها). (بحث تكميلي لنيل الماجستير في الفقه المقارن).
وكلامي هنا في أجناس أسباب الخطأ عمومًا، وليس في خصوص نقل المذاهب.

<<  <   >  >>