للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

النموذج التاسع: الاستدراك على التوسع في ادعاء الكرامات (١).

فقد حكى في (ترتيب المدارك) أن ابن أبي زيد نقض كتاب عبد الرحمن الصقلي بتأليفه (الكشف) وكتاب (الاستظهار)، وأقام الحجة على بطلان التوسع في الكرامات، وردّ كثيرًا مما نقلوه من خرق العادات (٢).

النموذج العاشر: الاستدراك على الابتداع في الدعاء.

جاء في (المعيار المعرب) ضمن أسئلة وُجهت للحافظ أبي العباس أحمد بن قاسم القباب (٣):

«وسئل عن الجلوس يوم عرفة في المساجد في البلدان بعد العصر للدعاء. فكره ذلك. وقيل له: إن الرجل يكون في مجلسه فيجتمع الناس ويكبرون؟ قال: ينصرف، ولو أقام في منزله كان أحب إليّ. قال القاضي أبو الوليد: الدعاء حسن وأفضله يوم عرفة، ولكنه إنما كره ابتداع القيام له عند تمام الصلاة، وقيام الرجل مع أصحابه لذلك عند انصرافهم من صلاتهم واجتماعهم لذلك عند خاتمة القرآن كنحو ما يفعل الأئمة عندنا من الخطبة على الناس عند الختمة في رمضان، والدعاء وتأمين الناس على دعائه، واجتماعهم لذلك يوم عرفة بعد العصر في المساجد، هي كلها بدع محدثات لم يكن عليها السلف» (٤).


(١) جمع كرامة، والكرامة هي: «أمر خارق للعادة، يظهره الله على يد ولي من أوليائه؛ تكريمًا له أو نصرة لدين الله». [معجم ألفاظ العقيدة، عامر عبد الله الفالح، (٣٣٢)].
(٢) (٦/ ٢١٩).
(٣) هو: أبو العباس، أحمد بن قاسم بن عبد الرحمن الجذامي الفاسي، الشهير بالقباب: فقيه مالكي، قاض، مفتي فاس، ولي القضاء بجبل الفتح ثم اعتزل وعكف على التدريس في المدينة البيضاء فالجامع الأعظم بفاس. وعرض عليه قضاء الجماعة فامتنع واختفى مدة، وعاد إلى التدريس والفتيا. وحج. ثم ولي الخطابة بالجامع الأعظم بفاس، أخذ عن الحافظ السطي وأبي الحسن بن فرحون والقاضي القشتالي، وعنه الشاطبي والرجراجي وغيرهم. له: شرح قواعد عياض، وفتاوي كثيرة مجموعة أثبت بعضها الونشريسي في المعيار، وله مناظرات مع سعيد العقباني جمعها العقباني وسماها لب اللباب في مناظرات القباب. توفي سنة ٧٧٨ هـ.

[يُنظر: نيل الابتهاج بهامش الديباج المذهب، (٧٢). و: الأعلام، (١/ ١٩٧)].
(٤) ... (١/ ٢٨٤ - ٢٨٥).

<<  <   >  >>