للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشِّرْكَ في عَمَلِهِ الذي هو الرِّيَاءُ، وَإِنَّمَا لم يَقْطَعْ بِالرِّيَاءِ في عَمَلِهِ؛ لِمَا أَنَّهُ غَيْرُ مَقْطُوعٍ بِهِ لِوُجُودِ الِاخْتِلَافِ» (١).

النموذج الثاني: الوصف بالغفلة.

في (التاج والإكليل لمختصر خليل): «وَانْظُرْ فِي الْفَرْقِ الْحَادِي وَالسِّتِّينَ وَالْمِائَةِ (٢) أَنَّهُ لَا يَحِلُّ لِلْمُفْتِي أَنْ يُفْتِيَ فِي الطَّلَاقِ بِالْحَرَامِ بِمَا هُوَ مَسْطُورٌ فِي الْكُتُبِ عَنْ مَالِكٍ، حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ بَلَدِ ذَلِكَ الْعُرْفِ الَّذِي يَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ الْفُتْيَا، فَإِنْ كَانَ بَلَدًا آخَرَ أَفْتَاهُ بِاعْتِبَارِ حَالِ بَلَدِهِ. وَقَدْ غَفَلَ عَنْ هَذَا كَثِيرٌ مِنْ الْفُقَهَاءِ، فَأَفْتَوْا بِمَا لِلْمُتَقَدِّمِينَ وَقَدْ زَالَتْ تِلْكَ الْعَوَائِدُ، فَكَانُوا مُخْطِئِينَ خَارِقِينَ الْإِجْمَاعَ، فَإِنَّ الْمُفْتِيَ بِالْحُكْمِ الْمَبْنِيِّ عَلَى مُدْرك بَعْدَ زَوَالِ مُدْركهِ خِلَافُ الْإِجْمَاعِ» (٣).

النموذج الثالث: الوصف بالذهول.

في مسألة لو باعه بألف فقبله بألف وخمسمئة، حكى صاحب (تحرير الفتاوي) جزم الرافعي بالبطلان، وأنه حكى عن (فتاوى القفال) الصحة واستغربه، قال صاحب (تحرير الفتاوي): «والذي في أوائل (فتاوى القفال) الجزم بالبطلان، لكنه أعاد المسألة بعد ذلك بيسير، وقال فيها: جاز أن يوجد البيع مرة أخرى. وكأنه أشار بذلك إلى الاكتفاء بوجود القبول على وفق الإيجاب مرة أخرى من غير إعادة الإيجاب، فلم يقف الرافعي على كلامه الأول، ووقف على أول الثاني ذاهلاً عن تتمته» (٤).

المجموعة الخامسة: التعبير بأسلوب التشكيك، وتطبيقاتها.

تطبيقاته:

النموذج الأول: التعبير بـ (فيه نظر).


(١) مع منحة الخالق لابن عابدين، (١/ ٣٣٤).
(٢) من فروق القرافي، يُنظر: الفروق مع إدرار الشروق وحاشية المالكي، (٣/ ٢٩٦).
(٣) مع مواهب الجليل، (٥/ ٣٢٥).
(٤) من كتاب البيوع إلى آخر كتاب الغصب، تحقيق: حنان الحازمي، (١/ ٢٣).

<<  <   >  >>