للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال صاحب (إدرار الشروق) - مُستدركًا -: «ما قاله من أن خلاف مالك وأبي حنيفة إنما هو في تحقيق مناط، وهو: هل في لفظ القرآن عرفٌ أن المراد به الصفة القديمة أم لا؟ ليس الأمر عندي كما زعم، بل العرف في الاستعمال أن المراد به الحادث، وذلك مستند أبي حنيفة، ولكن قرينة القسم صرفت اللفظ إلى أن المراد به الأمر القديم، وذلك مستند مالك ... فخلافهما في تحقيق مناط، لكن من غير الوجه الذي ذكر، ومما يدل على ذلك تسوية مالك بين لفظ القرآن والمصحف والتنزيل والتوراة والإنجيل، مع أن العرف فيها أن المراد بها المحدث» (١).

المظهر السابع: الاستدراك الفقهي على معقول في التفريق، وتطبيقاته.

والمقصود بالتفريق: الكشفُ عن وجوه الاختلاف بين المسائل الفقهية المتشابهة في الصورة، المختلفة في الحكم (٢).

والاستدراك الفقهي عليه هو: تلافي خلل التفريق، بعمل فقهي؛ لإنشاء نفع أو تكميله في نظر المتلافي.

تطبيقاته:

النموذج الأول:

في (جامع بيان العلم وفضله): «وقال عبد الرزاق (٣)، عن الثوري (٤)

في رجل قال لرجل: بعني نصف دارك مما يلي داري، قال: هذا بيع مردود؛ لأنه لا يدري أين ينتهي


(١) إدرار الشروق مع الفروق وحاشية ابن حسين، (٣/ ٧٨).
(٢) يُنظر في سرد التعريفات للفروق الفقهية والتعليق عليها واستنباط تعريف لعلم الفروق الفقهية: الفروق الفقهية والأصولية - مقوماتها شروطها نشأتها تطورها دراسة نظرية وصفية تاريخية، يعقوب بن عبد الوهاب الباحسين، (١١ - ٢٥).
(٣) هو: أبو بكر، عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميري مولاهم اليماني الصنعاني الحافظ الكبير، عالم اليمن. ارتحل إلى الحجاز، والشام، والعراق، وسافر في تجارة، حدث عن: ابن جريج، ومعمر، فأكثر عنه، وحجاج بن أرطاة، والأوزاعي، وسعيد بن عبد العزيز، وسفيان الثوري، ومالك بن أنس، ووالده همام، وخلق سواهم.
حدث عنه: شيخه سفيان بن عيينة، وأحمد بن حنبل، وابن راهويه، ويحيى بن معين، وعلي بن المديني، وغيرهم، توفي سنة ٢١١ هـ.
[يُنظر: سير أعلام النبلاء، (٩/ ٥٦٣). و: تهذيب الكمال، (١٨/ ٥٢)].
(٤) هو: أبو عبد الله، سفيان بن سعيد بن مسروق بن حبيب، الثوري الكوفي، شيخ الإسلام، إمام الحفاظ، سيد العلماء العاملين في زمانه، المجتهد، وكان ثقة مأمونا ثبتا كثير الحديث حجة، وأجمعوا لنا على أنه توفي بالبصرة وهو مستخف سنة ١٦١ هـ في خلافة المهدي.

[يُنظر: الطبقات الكبرى، (٦/ ٣٧١). و: سير أعلام النبلاء، (٧/ ٢٢٩). و: تهذيب الكمال، (١١/ ١٥٤)].

<<  <   >  >>