للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تحليل الاستدراك:

فالطريقة الكلية المستدركة هنا هي تأويل نصوص الشريعة على حسب كلام الفقيه؛ لتوافق كلامه. والطريقة الصحيحة هي عكس هذا.

المسألة الثانية: الاستدراك الجزئي على الاجتهاد في التأويل، وتطبيقاته.

والمقصود بهذا النوع: تلافي خلل في تفسير نص جزئي، بعمل فقهي؛ لإنشاء نفع أو تكميله في نظر المتلافي.

والنص - كما سبق - يدخل فيه نص القرآن، ونص السنة، ونص الفقيه، وأُمثِّل لكل منها في التطبيقات.

تطبيقاته:

أوّلاً: الاستدراك على تأويل نص من القرآن، وتطبيقاته.

النموذج الأول:

قال عدي بن حاتم (١) - رضي الله عنه -: «لَمَّا نَزَلَتْ {حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ} (٢) عَمَدْتُ إِلَى عِقَالٍ (٣) أَسْوَدَ وَإِلَى عِقَالٍ أَبْيَضَ، فَجَعَلْتُهُمَا تَحْتَ وِسَادَتِي، فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ فِي اللَّيْلِ، فَلَا يَسْتَبِينُ لِي، فَغَدَوْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَذَكَرْتُ لَهُ ذَلِكَ، فَقَالَ: إِنَّمَا ذَلِكَ سَوَادُ اللَّيْلِ وَبَيَاضُ النَّهَارِ» (٤).


(١) هو: أبو وهب وأبو طريف، عدي بن حاتم بن عبد الله بن سعد بن الحشرج بن امرئ القيس، الشريف، الطائي، صاحب النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولد حاتم طي الذي يضرب بجوده المثل. وفد عدي على النبي - صلى الله عليه وسلم - في وسط سنة سبع، فأكرمه واحترمه، فأسلم وكان نصرانيا، وكان أحد من قطع برية السماوة مع خالد بن الوليد إلى الشام، وقد وجهه خالد بالأخماس إلى الصديق. نزل الكوفة مدة ثم قرقيسيا من الجزيرة. توفي سنة ٦٧ هـ.
[يُنظر: أسد الغابة، (٤/ ١٠). و: سير أعلام النبلاء، (٣/ ١٦٢)].
(٢) البقرة: ١٨٧.
(٣) «بكسر المهملة، أي حبل». [فتح الباري، (٤/ ١٣٣)].
(٤) رواه البخاري في (صحيحه)، (٣/ ٢٨)، ك الصوم، ب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} [البقرة: ١٨٧]، رقم (١٩١٦).

<<  <   >  >>