للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نواحي التنوع في الاستدراك الفقهي مثل غيرها في غيره لما كان لتقييد (الاستدراك) بـ (الفقهي) كبير فائدة.

وبعدُ، فأُخصص لكل ناحية مبحثًا على النحو التالي:

تنبيه في التحذير من الاستدراك على الشرع.

بين يدي هذا المطلب رأيت من تمام الكلام في هذا الاعتبار التنبيه بتحديد الجهات المعتبرة فيه؛ وأنها ما سوى الشرع، فقد تمّ هذا الدين وَحْيًا، وتمّت معه الأحكام تشريعًا، وتمت مقاصدها وقواعدها عدلاً وحكمةً ورحمةً، ومقتضى الإيمان بالتمام التسليمُ بذلك، وعدم الاستدراك على أحكام الله بدعوى النقص، أو بغرض النقض، أو بدعوى تقويم الموازين لتُصبح أكثرَ عدلاً ورحمةً وحكمةً مما هي عليه في التنزيل الحكيم، وفي سنة النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم -، فمن اعتقد أن هدي غير الإسلام أكمل من هدي الإسلام، أو أحسن منه فقد انتقض إسلامه (١).

ويرجع هذا الباب إلى مقدمتين كبيرتين (٢):

١ - الإيمان بأن الله تعالى لا يشرع إلا ما فيه مصلحة عاجلة أو آجلة، ولا ينهى إلا عن ما فيه مفسدة عاجلة أو آجلة، وأنّ الشريعة دلّت على كل المصالح وكل المفاسد، ولم يعزُب شيءٌ من ذلك عنها (٣).


(١) يُنظر: مؤلفات الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب - نواقض الإسلام، إعداد: عبد العزيز بن زيد الرومي وَمحمد بلتاجي وَسيد حجاب، (١/ ٣٨٦).
(٢) من اجتهاد الباحثة، بمراعاة الترتيب المنطقي للنتائج على المقدمات، فمن ظن مصلحةً غائبةً عن التشريع، أو ظنَّ نقصًا في التبليغ - والعياذ بالله - فإن نتيجة التسليم بكمال الشرع، وعدم الاستدراك عليه لن تحصل. عصمني الله وإياك والمسلمين من مضلات الفتن.
(٣) ينظر في بناء أحكام الشريعة على جلب المصالح ودرء المفاسد: قواعد الأحكام في إصلاح الأنام، عبد العزيز بن عبد السلام السلمي، (١/ ٣٩). و: مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية، جمع وترتيب عبد الرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي، في مواضع منها: (١٠/ ٥١٢)، (١٣/ ٩٦)، (٢٠/ ٤٨). و: قسم المقاصد من الموافقات. و: مقاصد الشريعة الإسلامية، محمد الطاهر بن عاشور ... وغيرها.

<<  <   >  >>